ليس غريبًا أن تصبح أسماء عبد الناصر حسن غلاب، اليوم صاحبة المركز الأول في الثانوية العامة على مستوى الجمهورية، وهي التي احتكرت هذا المركز منذ نعومة أظافرها. أسماء غلاب ابنة مدينة أرمنت الحيط المدينة التاريخية، جنوب غرب الأقصر، حققت المراد والمتوقع لها منذ طفولتها، واستطاعت تحقيق ما توقعه له مدرسوها بأن تفوز بالمركز الأول على مستوى الجمهورية، خاصة أنها حققت المركز الأول في الصف السادس الابتدائي، ثم كانت الأولى على مستوى إدارة أرمنت في الشهادة الإعدادية، واحتكرت الأول في الصفين الأول والثاني الثانوي، مما جعل بيتها مليئًا بشهادات تقدير خصصت لها. أسماء البنت الثانية لوالديها، الذين يملكون سبعًا غيرها بواقع ست بنات وولدين، ورغم أن أباها أحد المزارعين، إلا أنه يضع صوب عينه التفوق التعليمي، حيث حققت البنت الأولى التفوق بدخولها كلية العلاج الطبيعي، وها هو يفرح بتربع ابنته الثانية على عرش الثانوية العامة، وينتظر آية البنت الثالثة التي تحقق المركز الأول في سنوات تعليمها المختلفة. تقول أسماء "إنها قبل النتيجة كانت تخشى التسريبات تظلمها، وكانت تتمنى بأن تخرج من الأوائل حتى تختار جامعتها التي تتمنى، وهي كلية الطب بجامعة عين شمس، ولكن أهلها كانوا متأكدين بأنها ستكون ضمن قائمة الأوائل، مما جعل والدها لا يذهب إلى العمل لسماع أسماء الأوائل لإحساسه الكبير بأن ابنته منهم، وفور سماع اسمها تعالت الأهازيج والصراخ في المنزل، وانهمرت في البكاء". وتستكمل أسماء قصتها حيث تقول إنها كانت تذهب إلى الامتحان صائمة ولكنها لم تستطع الصيام في الأيام العادية لصعوبة المذاكرة في الصيام وخاصة مع الحرارة الشديدة، وتؤكد أن أستاذها عبد الرؤوف عطا مدرس اللغة العربية للثانوية كان يؤكد دومًا أنها ستخرج من أوائل الثانوية، وكان أول من قامت بتبشيره بالنتيجة وكان فرحًا جدًا بهذا النجاح، وثقة أهلها ومدرسيها فيها جعلها لا ترغب في التأجيل، وتقوم بكامل جهدها لتحقيق رغبة الجميع. وتذكر أسماء أنها لم تكن تذهب إلى المدرسة كثيرًا، خاصة أنها تأخذ دروسًا خاصة في جميع المواد، ولكنها تقدم الشكر لمدرسيها في المدرسة الذين كانوا يرغبون في تقديم شيء جديد لهم وتذليل العقبات لمصلحتهم، وأنها كانت تنام من الثامنة مساء، ثم تستيقظ مرة أخرى، في الثانية ليلًا لتذاكر حتى الفجر ثم تقوم بالصلاة وقراءة القرآن ولتعد مرة أخرى لكتبها لاستكمال مذاكرتها، خاصة أنها لا تستطيع المذاكرة ليلًا، وهو الأمر الذي كان يجلب لها التوتر، عندما تقوم إحدى زميلاتها بأنها تذاكر حتى ساعات متأخرة بالليل. وتعبر صاحبة المركز الأول عن فرحتها الغارمة بدخولها كلية الطب وأنها تنوي دخول كلية طب جامعة عين شمس. بينما عبر والدها الحاج عبد الناصر عن أن ما حدث هو ردة فعل حقيقة لتعبها ومجهودها الذي قدمته خلال الأعوام، وأنها كانت تختار صحباتها بدقة وتحاول التقرب من أصحاب الدافع والطموح وتبتعد عن كل أصحاب كسر الهمم وإحباطها.