مشروع الثورة يحتاج إلى ثورة

السد العالى ينتج 8 % فقط من إجمالى الشبكة.. وتناقص الإنتاج من 2100 إلى 900ميجاوات

مشروع السد العالى العملاق، يعد أحد أهم إنجازات ثورة 23 يوليو فى مصر، بل يعتبر أعظم مشروع هندسى عرفه التاريخ الحديث حسب ما وصفة الخبراء، وقد تم وضع حجر الأساس له فى 9 يناير 1960.
وبعد مرور قرابة النصف قرن على البدء فى إنشائه، يواجه المشروع الآن وخاصة محطات التوليد المائى للسد العالى (1 و 2) مشكلات فنية فى ظل تقادم عمره الافتراضى، الأمر الذى دعا الدولة إلى طرح المحطتين ضمن مشروعات شاملة لتطويرهما وإعادة تجديد شباب المحطتين لزيادة عمرهم الافتراضى للاستفادة منهما فى توليد الكهرباء للشبكة القومية فى ظل ان انتاجهما للكهرباء انخفض إلى نحو 900 ميجاوات بعد أن كانا ينتجا 2100 ميجاوات.
خبراء السد العالى كشفوا ل(المصريون) عن أن محطات التوليد المائية بجنوب الصعيد والتى تضم محطات ( السد العالى وأسوان 1 وأسوان 2 ومحطتى نجع حمادى بقنا وإسنا بالأقصر) تنتج حوالى 8 % فقط من إجمالى الكهرباء لصالح الشبكة القومية الموحدة، الأمر الذى يحتم بدورة على الدولة إعادة النظر فى تنفيذ مشروعات حقيقية لصالح تطوير هذه المحطات التى ارتبط تاريخ البعض منها مع إنشاء السد العالى خاصة محطتى كهرباء أسوان ( 1 ) وأسوان ( 2 ).
وأضافوا، أنه على الرغم من النسبة القليلة التى تنتجها هذه المحطات المرتبطة بالسد العالى الآن فى ظل تقادم سنوات إنشائها لا تعنى التقليل من مشروع السد العالى أو محطاته المائية الأخرى، حيث إن هذه النسبة المنخفضة التى تنتج الآن من الكهرباء سببها اتساع حجم الشبكة القومية للكهرباء واعتمادها أيضًا على محطات أخرى لتوليد الطاقة الكهربائية فى مصر.
وأشاروا، إلى أن انخفاض إنتاج الكهرباء بتلك المحطات يرجع أيضًا إلى اعتماد توليدها للكهرباء على المساقط المائية وليس وفقًا لنظم التوليد الأخرى عبر الوقود الحيوى، الأمر الذى يدعو الدولة بدورها إلى التفكير الجاد الآن فى سرعة إنشاء محطات توليد نووية لتوليد المزيد من الطاقة الكهربائية لمواكبة التوسعات العمرانية التى تشهدها مصر الآن.
ارتبط تاريخ محافظة أسوان بعلامة فارقة فى تاريخ مصر، كلها وهو مشروع إنشاء السد العالى ملحمة الإرادة والتحدى، حيث تعتبر محطة كهرباء السد العالى أول المحطات المصرية لإنتاج الكهرباء فى مصر والتى تم إنشاؤها مع بداية إنشاء مشروع السد العالى خلال مطلع الستينيات من القرن الماضى وتم الانتهاء من إنشائها عام 1970 مع بداية افتتاح السد العالى.
المحطة تضم 12 توربينة قدرة التوربينة 175 ألف كيلووات، فيما تصل القدرة الإجمالية للمحطة 2100 ميجاوات والطاقة الكهربية المنتجة 10 مليارات كيلووات ساعة سنويًا.
ومع تقادم إنشاء مشروع السد العالى الآن، شرعت الحكومة إلى تنفيذ عدة مشروعات استهدفت إطالة العمر الافتراضى للمشروع، من بينها مشروع إعادة تأهيل محطات كهرباء السد العالى ومحطة كهرباء أسوان (2 ) بتكلفة تصل إلى 5.18 مليون يورو بتمويل مشترك بقرض من بنك الإعمار الأوروبى حيث يستهدف المشروع تطوير نظم الجهد ومنظمات الجهد للتوربينات ونظام التحكم ونظام القياس والسرعة وتطوير أنظمة الوقاية للمولدات والمحولات وخطوط الربط لمحطة السد العالى ومحطة كهرباء أسوان 2، حيث سيقوم المشروع على تحديث الأنظمة العاملة بالمحطتين لمجابهة متطلبات الشبكة الموحدة وزيادة إنتاج المحطة من الكهرباء.
وكشف خبراء بالسد العالى، أنه فى حال اكتمال مشروع سد النهضة الإثيوبى فإن الطاقة الكهربائية المنتجة من مشروع السد العالى ستتأثر بكل تأكيد خاصة خلال السنوات الأولى من ملء خزان سد إثيوبيا.
شاهد الفيديو :