قال الباحث التركي إحسان ثارور، إن تنبؤات أردوغان تحققت حيث إنه طالما ما كان يصرح دائمًا بتوقعه لحدوث انقلاب ليثبت بتنبؤاته إنه كان على حق. وأضاف الباحث التركى فى تحليله بصحيفة واشنطن بوست بعنوان "أردوغان كان دائما يخشى حدوث انقلاب": "لقد أثبت أنه كان محقا" بأن محاولة الانقلاب على الرئيس التركي باتت فاشلة معتبرا أن الرئيس رجب طيب أردوغان، هو الحاكم الأكثر أهمية في تاريخ الجمهورية التركية منذ مؤسسها مصطفى كمال أتاتورك ينشغل جدا بمصر، التي شهدت قبل 3 سنوات عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، وتم اعتقاله مع حلفائه، فيما تم ممارسة حملة قمعية بلا هوادة ضد جماعة الإخوان المسلمين. ونقل إحسان عن مقالة رأي ذي بصيرة نافذة، للأكاديمي التركي بوراك كاديركان والتى أكد فيها على ضرورة عدم استبعاد خيار محاولات انقلاب من ضباط جيش متوسطي الرتب العسكرية، كجهات فاعلية يستطيعون التنظيم بشكل سري، لاسيما في ظل مشهد سياسي يتسم بالفوضى. وتابع إحسان قائلا" "تركيا بلا شك تعيش في فوضى، لكن ثمة سؤال مفاده أين منبعها.. الديمقراطية التركية تمر بأوقات صعبة". وأشار إحسان إلى أن الرئيس المعزول محمد مرسى ، بدا وكأنه صديق روحي بالنسبة لأردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم، هذا الحزب الذي تأسس استنادا على القومية السنية الدينية الإسلامية فيما اشتعل أردوغان غضبا بعد عزل مرسي ليلجأ العديد من الإسلاميين المصريين الذين لم تتمكن السلطات من القبض عليهم لاذوا بالفرار إلى إسطنبول ليتخذوا ملاذا لهم. ومن جانبه قال أردوغان آنذاك: "مصر تحكم بالإعدام على رئيس منتخب بنسبة 52 % من الأصوات، إنها تعود لسابق عهدها القديم". واستطرد: "الغرب لسوء الحظ ما زال لم يكشف موقفه من قائد الانقلاب السيسي. وبينما تلغي الأقطار الغربية عقوبة الإعدام، ينظرون إلى عقوبات الموت في مصر بصمت مطبق". واعتبر الكاتب التركى بأن صدى مصر يبدو مهما الآن، بعد محاولة الانقلاب على حكم أردوغان مساء الجمعة لافتا إلى مخططي الانقلاب التركي، على عكس الحال بعزل الرئيس الأسبق محمد مرسى حيث لم يحظوا بمباركة، يل أن كافة أحزاب المعارضة التفت حول الحكومة المنتخبة، بالرغم من الاختلافات السياسية، كما دعمت احتجاجات حاشدة في الشوارع أردوغان وحزبه العدالة والتنمية. ووفقًا لبعض الروايات، فقد لوح المتظاهرون بعلامة رابعة التي تمثل إشارة مباشرة للإسلاميين المقموعين في مصر. وأثناء حملتين انتخابيتين، تحدث أردوغان بحزن بالغ عن قوى الظلام التي تعمل ضد الديمقراطية وتناهض حكومته، وعن متآمرين أجانب، و"تحالف صليبي على حد وصفه. في التصريحات العامة، يوجه أردوغان وعناصر أخرى من حكومته انتقادات غاضبة لحركة كولن، نسبة إلى الداعية المسن فتح الله كولن الذي يعيش في بنسلفينيا. أنصار كولن، الذين كانوا يوما ما أصدقاء أردوغان، يسعون الآن لتقويض الحكومة عبر وكلائهم داخل مؤسسات مختلفة من الدولة. وبالنسبة للمراقبين الخارجيين، فإن بارانويا أردوغان تبدو حسابات سياسية مقصودة، تستهدف حشد المحافظين والقوميين الأتراك خلف رايته. لكن ربما كان أردوغان صائبا في فعله ذلك، حيث أن تركيا شهدت تاريخا طويلا من الانقلابات العسكرية، إذ تدخل ضباط بالجيش لإقصاء حكومات أعوام 1960 و1971 و1980، واضعين دستورا جديدا. وفي عام 1997، تسببت توصيات صارمة من الجيش في بدء "انقلاب ناعم"، لإقصاء حزب إسلامي من الحكم. ومع ذلك، منذ أن تولى أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحكم عام 2002، بدا أن عصر الانقلابات قد ولى، حيث بات لتركيا حكما مدنيا مستقرا، وأجريت انتخابات بشكل منتظم دون الكثير من الضجة. وبدأت ظلال الدولة العميقة، والمحركين التآمريين والمخططين من خلف ظهر الحكومة في الانقشاع. وتطرق الكاتب التركى فى تحليلة السياسى بأنه ليس من الواضح بعد من خطط للانقلاب، حيث ذكرت الحكومة التركية إنهم مجموعة ضباط جيش متعاطفين مع فتح الله كولن، وأعلنت اعتزامها إجراء حركة تطهير في الجيش وإعفاء هؤلاء من مناصبهم. واختتم إحسان التحليل السياسى بأن القليل من المراقبين اعتقدوا أن قيادات الجيش التركي، رغم أيديولوجيتهم العلمانية سوف يفكرون في شن انقلاب ضد أردوغان وحزب العدالة والتنمية مشيرا إلى إنه في مارس الماضي، أصدر رئيس الأركان التركي بيانا ينفي ادعاءات إعلامية أنهم يدرسون التدخل لكن ذلك لا ينطبق بنفس الدرجة على الضباط الأقل رتبة، أمثال هؤلاء الذين اشتركوا في محاولة الانقلاب الجمعة الماضية.