يوسف غبريال: "بحس إنى طاير ببناء قبة المسجد ".. وأشارك المسلمين فى أعيادهم وموائد الرحمن "يوسف غبريال"، مسيحى الديانة يبلغ من العمر 39 عامًا، جاهد منذ طفولته من أجل تحقيق حلمة وتنمية هوايته، نشأ فى قلب الصعيد، تحديدًا فى قرية السوالم التابعة لمركز طهطا شمال محافظة سوهاج. تعلم الكثير من الحرف والمهن، بعيدًا عن مجال تعليمه، وبرغم أن دراسته كانت فى مجال الزراعة إلا أنه عمل فى تجارة بيع المراتب بجانب عمله كمدرس بإحدى المدارس الفنية الزراعية، كى يكون رجلًا ناجحًا بين أقرانه. منذ صغره وهو فى سن ال14 من العمر تعلم فن "بناء القباب" متأثرًا فى ذلك بوالده الذى كان يعشق نفس المجال، حيث طوّر من نفسه ومن هوايته التى أصبحت فيما بعد مجالًا لكسب عيشه بعيدًا عن عمله فى مهنة التدريس. يوسف، معروف فى قريته بحبه للعمل ومشاركته لجميع المسلمين أعيادهم ومناسباتهم الدينية، يدعوه الكثير من جيرانه ب"المسيحى الطيب" كونه يحب الخير للجميع، تراه فى أيام العيد يوزع الهدايا على الأطفال، كما أنه شارك فى عمل موائد الرحمن طيلة شهر رمضان. وقد قام ببناء العديد من "قباب المساجد" بشكلٍ فنى رائع، يشهد له الكثيرون بالروعة والتألق، ولم تمنعه "ديانته" أن يخوض هذا المجال، ويطور منه ويبدع فى نقش الرسومات على قباب المساجد من أجل أن تخرج صنعته بشكلٍ لا مثيل له. وبلغ عدد القباب التى بناها على مستوى أكثر من 55 مسجدًا، غالبيتها فى قرى ومراكز المحافظات، وتلقى ترحيبًا وقبولًا من الأهالى الذين يغلب عليهم الفرحة عندما يعلمون أنه "مسيحي" وليس مسلمًا. ولم يتوقف عمل "يوسف" على بناء قباب المساجد فقط، إنما تعدى ذلك إلى بناء قباب الكنائس أيضًا وبنفس الرونق والروعة التى يبنى بها قباب المساجد. وأكد أنه يقوم بهذا العمل، منذ صغره وعايش فيه وعاشق له، ووالده أثر فيه كثيرًا، فى الأول كنت بلاقى مشقه فى العمل نظرًا لكونى مسيحيًا، وكانت غالبية الناس لا يحبذون أن أدخل المسجد كى أشارك فى بناء القباب الخاصة بها، وكان منهم من يمنعنى من ذلك، إلا أنه مع مرور الأيام، الناس اتغيرت ونظرتها اتغيرت أيضًا، ودلوقتى بشوف نظرة إعجاب فى عيونهم لما بخلص الشغل وتظهر القبة للنور، فعلًا بكون فرحان وفخور باللى بعمله، خصوصًا إنى بحب أبنى قباب المساجد بلاقى راحة وأنا بشتغل". وأضاف، "كتير كنت بحس إنى طاير أنا وبشتغل، وبكون مبسوط وأنا شايف نظرة الجميع لى وهم يعلمون جيدًا أنى مسيحي، أسمعهم يهمسون أحيانًا مع بعضهم متعجبين، إزاى ده مسيحى وبيشتغل الشغل الجميل ده".