قال موقع "عنيان مركازي" العبري, إن اللقاء الذي جرى الأحد بين وزير الخارجية المصري سامح شكري ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس, حقق هدفا كبيرا للغاية لتل أبيب. وأضاف الموقع في تقرير له في 11 يوليو, أن هذا اللقاء ساعد إسرائيل على الهروب من الضغط الدولي من قبل أوروبا تحديدا فيما يتعلق بالاستيطان, وهو ما يسمح لها بكسب مزيد من الوقت والاستمرار في بناء المستوطنات في الضفة الغربية. وأشار إلى أن هذا اللقاء ساعد إسرائيل أيضا في محاولاتها لإجهاض المبادرة الفرنسية الساعية, بدعم أوروبي, لبلورة اتفاق سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل قبل نهاية العام الجاري. واستطرد الموقع " إسرائيل تتلاعب بالجهود المصرية الهادفة لاستئناف مفاوضات السلام, وكل ما يهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو تحقيق حلمه بزيارة مصر كرئيس وزراء إسرائيل, لتحقيق مكسب سياسي كبير, والتمهيد للتقارب مع الدول العربية الأخرى, دون تقديم أي تنازلات". وقال الموقع إن جهودا تجرى بالفعل على قدم وساق للترتيب لقمة مصغرة في شرم الشيخ تضم الرئيسين المصري والفلسطيني, بالإضافة إلى نتنياهو, حسب زعمه. وكانت صحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية, قالت أيضا إن اللقاء الذي جرى بين شكري ونتنياهو في القدس, جاء في توقيت هام للغاية بالنسبة لتل أبيب, التي تسعى للتقارب مع أكبر عدد من الدول العربية. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 10 يوليو, أن الهدف الرئيس لزيارة شكري لإسرائيل هو التمهيد لزيارة أخرى يجريها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى القاهرة قريبا, حسب تعبيرها. وتابعت " في فبراير الماضي، تساءل كثيرون في إسرائيل حول زيارة يقوم بها نتنياهو للقاهرة، وذلك بعد تقرير لصحيفة الأخبار اللبنانية تحدث عن احتمال قيام نتنياهو بمثل هذه الزيارة". وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري التقى الأحد الموافق 10 يوليو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدسالمحتلة، فيما قال مسئول إسرائيلي إن هذا اللقاء سيمهد لزيارة نتنياهو لمصر. والتقى شكري مع نتنياهو مرتين، الأولى بصفته وزيرا للخارجية وتناول معه مجمل القضايا السياسية، والثانية على مأدبة عشاء في مقر إقامة نتنياهو في القدسالغربية، حيث نشرت صورة جمعت الاثنين وهما يشاهدان المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية. وزيارة شكري هي الأولى لوزير خارجية مصري لإسرئيل منذ تسع سنوات. وعبر نتنياهو خلال الجلسة الأسبوعية لحكومته عن سعادته باستقبال وزير الخارجية المصري في القدسالمحتلة. وقالت "الجزيرة", إن نتنياهو استقبل شكري مساء الأحد في منزله بالقدسالمحتلة, وعقد معه لقاء ثانيا على مأدبة عشاء نظمها على شرفه. وكانت وزارة الخارجية المصرية قالت في بيان لها الأحد إن زيارة شكري "تستهدف توجيه دفعة لعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، إضافة إلى مناقشة عدد من الملفات المتعلقة بالجوانب السياسية في العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية". وتمحورت الزيارة حول إحياء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين, كما تناولت العلاقات الثنائية في ظل ما تصفه القاهرة وتل أبيب بأنه وضع مضطرب في المنطقة يتنامى فيه خطر الإرهاب. ونقلت "الجزيرة" عن مسئول دبلوماسي إسرائيلي قوله إن اجتماع نتنياهو وشكري تم في أجواء وصفها بالجيدة للغاية, في حين ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية أن زيارة وزير الخارجية المصري قد تأتي في سياق تحضير زيارة محتملة لرئيس الوزراء الإسرائيلي للقاهرة. وقال شكري في مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو إن حل الصّراع الفلسطيني الإسرائيلي المستمر منذ عقود ستكون له آثار إيجابية على منطقة الشرق الأوسط, وأضاف أن حل الدولتين (الفلسطينية والإسرائيلية) في المتناول. ومن جهته, دعا نتنياهو الفلسطينيين إلى استئناف المفاوضات المباشرة المتوقفة تماما منذ إبريل 2014 إثر فشل مساع قادها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. ويرى البعض أن زيارة وزير الخارجية المصري تعتبر خطوة متقدمة, فيما اعتُبر مسارا من التقارب بين القاهرة وتل أبيب في السنوات الثلاث الأخيرة. وحسب مراقبين, شهدت العلاقات المصرية الإسرائيلية الرسمية دفئا ملحوظا في الفترة الأخيرة, حيث أعيد فتح سفارة تل أبيب في القاهرة، وأرسِل سفير مصري إلى إسرائيل بعد سحبه عام 2012.