لم يتوقف الجدل حول زيارة وزير الخارجية سامح شكري لإسرائيل في الأوساط السياسية والشعبية في مصر، خاصة وأنها الأولى من نوعها لوزير مصري منذ 9سنوات. وقال سياسيون، إن الزيارة قد تكون سببًا من أسباب الإطاحة بالحكومة، في حين قلل آخرون من هذه الفرضية على اعتبار أن من يقف وراءها هو الرئيس عبدالفتاح السيسي نفسه، وليست الحكومة. وقال السفير جمال عبدالمتعان، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن السيسي لديه رغبة في تحويل العلاقات مع إسرائيل من "باردة" إلى "دافئة"، لافتًا إلى أن سفر وزير الخارجية لإسرائيل تم بتوجيهات من الرئيس شخصيًا. وأوضح عبدالمتعان ل «المصريون»، أن "وسائل التواصل الاجتماعي لايُمكنها التأثير في الدولة ولا في القرارات السياسية المتخذة، ولا حتى رأي الشارع يُمكنه التأثير في الرئيس ويجعله يتخذ قرارًا بإقالة وزير"، لافتًا إلى أن أبرز دليل على ذلك هو وزير التعليم وبقائه في منصبه إلى الآن رغم كل ما واجهه. وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن اتهام الوزير بالخيانة والتطبيع على مواقع التواصل الاجتماعي "لن يؤثر فيه"، لافتًا إلى أنه يعلم أن الشعب المصري يرى التعاون مع إسرائيل حتى وإن كان على المستوى الدبلوماسي "تطبيع". ولم ينف وجود العديد من السياسيين الراغبين في الإطاحة بوزير الخارجية من منصبه، قائلًا: "اللي مابيحبهوش، استغلوا الزيارة وطالبوا برحيله"، موضحًا أن مجلس النواب سيسأل الوزير عن الزيارة التي كانت في المقام الأول نتيجة لتحركات إسرائيل في إفريقيا وعدة قضايا أخرى. وحول قضية سد النهضة، قال مساعد وزير الخارجية السابق، إن نتنياهو كان يتوسط لدي إثيوبيا لصالح مصر، مشيرًا إلى أن إسرائيل يهمها جيدًا تكوين صداقة قوية مع مصر. فيما رأى محمد سعد خير الله، مؤسس جبهة "مناهضة أخونة مصر"، أن الزيارة بمثابة المسمار الأخير في نعش الحكومة والنظام بأكمله، مشيرًا إلى أنه يجب تقديم وزير الخارجية ككبش فداء للنظام الذي يتهاوى بفعل الوقت. وأوضح خير الله ل "المصريون"، أن النظام أحرج نفسه أمام الرأي العام، وأصبح وجوده ثقيلًا في نفوس المواطنين، متسائلًا: من كان يُصدق أن مصر واليهود يكونان صداقة بهذا الشكل؟ من جانبه، توقع وزير العدل الأسبق، أحمد مكي، أن ينتهي الجدل المثار حاليًا حول زيارة سامح شكري لإسرائيل في أقرب وقت، كما انتهت قضية "تيران وصنافير" وأصبحت كالعدم سواء. وأضاف مكي ل "المصريون": "النظام الحالي هو الذي تصالح مع إسرائيل وتعاون معها وهو نفسه من وضع الحواجز على الحدود مع غزة، وبالتالي فإن الحديث عن إقالة الحكومة مرتبط بزوال النظام ككل". واعتبر أن "هناك حكومة تابعة للنظام تسير بتوجيهاته، وأن البرلمانيين المعترضين على زيارة شكري لإسرائيل عبارة عن "تنفيس" لحالة الغضب الموجودة بين المواطنين من اتخاذ النظام لهذه الخطوة، مؤكدًا أنهم قليلون ولايستطيعون فعل شيء". وكان مجلس النواب قرر استدعاء وزير الخارجية لاستجوابه عن الزيارة وأهدافها وتوقيتها.