ورطت زيارة وزير الخارجية، سامح شكري، لإسرائيل الحكومة أمام الرأي العام والنواب، حيث عبر المواطنون عن آرائهم في تلك الزيارة على مواقع التواصل الاجتماعي مؤكدين أنها جاءت بهدف التقرب من إسرائيل والتطبيع معها، وهيّ الاتهامات التي يقول سياسيون بأنها قد تُطيح بحكومة شريف إسماعيل. وبنفس الطريقة، أطاح مجلس النواب بالنائب السابق توفيق عكاشة، حينما أحضر السفير الإسرائيلي إلى منزله، واعتبر المجلس ما فعله "عكاشة" تطبيعًا مع إسرائيل، فصوّت ضده وأسقط عضويته. ويعتبر السياسيون، أن المهمة التي قام بها سامح شكري في تل أبيب قد تكون سببًا من أسباب الإطاحة به، في حين يُقلل آخرون من هذه الفرضية على اعتبار أن من يقف وراء هذه الزيارة هو السيسي نفسه، وليست الحكومة. وفي السياق السابق، قال السفير جمال عبد المتعان، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن السيسي لديه رغبة في تحويل العلاقات مع إسرائيل من "باردة" إلى "دافئة"، لافتًا إلى أن سفر وزير الخارجية لإسرائيل تم بتوجيهات من الرئيس شخصيًا. وأوضح «عبد المتعان» ل«المصريون»، أن وسائل التواصل الاجتماعي لا يُمكنها التأثير في الدولة ولا في القرارات السياسية المتخذة، ولا حتى رأي الشارع يُمكنه التأثير في الرئيس ويجعله يتخذ قرارًا بإقالة وزير، لافتًا إلى أن أبرز دليل على ذلك هو وزير التعليم وبقاؤه في منصبه إلى الآن رغم كل ما واجهه. وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن اتهام الوزير بالخيانة والتطبيع على مواقع التواصل الاجتماعي "لن يؤثر فيه"، مؤكدًا أنه يعلم أن الشعب المصري يرى التعاون مع إسرائيل حتى وإن كان على المستوى الدبلوماسي "تطبيع". وأكد وجود العديد من السياسيين الراغبين في الإطاحة بوزير الخارجية من منصبه، قائلًا: "اللي مابيحبهوش، استغلوا الزيارة وطالبوا برحيله"، لافتًا إلى أن مجلس النواب سيسأل الوزير عن الزيارة التي كانت في المقام الأول نتيجة لتحركات إسرائيل في إفريقيا وعدة قضايا أخرى. وفيما يخص قضية سد النهضة، قال مساعد وزير الخارجية السابق، إن نتنياهو كان يتوسط لدى إثيوبيا لصالح مصر، مشيرًا إلى أن إسرائيل يهمها جيدًا تكوين صداقة قوية مع مصر. أما مؤسس جبهة مناهضة أخونة مصر، محمد سعد خير الله، فاعتبر أن الزيارة بمثابة المسمار الأخير في نعش الحكومة والنظام بأكمله، مشيرًا إلى أنه يجب تقديم وزير الخارجية ككبش فداء للنظام الذي يتهاوى بفعل الوقت. وأوضح خير الله ل «المصريون»، أن النظام أحرج نفسه أمام الرأي العام، وأصبح وجوده ثقيلًا في نفوس المواطنين، متسائلًا: من كان يُصدق أن مصر واليهود يكونان صداقة بهذا الشكل؟ من جانبه، توقع وزير العدل الأسبق، أحمد مكي، أن ينتهي الجدل المثار حاليًا حول زيارة سامح شكري لإسرائيل في أقرب وقت، لافتًا إلى أن تلك القضية ستنتهي كما انتهت قضية تيران وصنافير وأصبحت كالعدم سواء. وأشار مكي في تصريح ل«المصريون»، إلى أن النظام الحالي هو الذي تصالح مع إسرائيل وتعاون معها وهو نفسه من وضع الحواجز على الحدود مع غزة، وبالتالي فإن الحديث عن إقالة الحكومة مرتبط بزوال النظام ككل. واعتبر الوزير السابق، أن هناك حكومة تابعة للنظام تسير بتوجيهاته، وأن البرلمانيين المعترضين على زيارة شكري لإسرائيل عبارة عن "تنفيس" لحالة الغضب الموجودة بين المواطنين من اتخاذ النظام لهذه الخطوة، مؤكدًا أنهم قليلون ولا يستطيعون فعل شيء. أما البرلمان المصري، فقد استدعى وزير الخارجية، سامح شكري، لاستجوابه عن الزيارة وأهدافها وتوقيتها، وذلك في محاولة لامتصاص غضب ملايين المواطنين الذين تلقوا نبأ ذهاب شكري لإسرائيل بالاستنكار الشديد، سرعان ما تحول إلى ذهول عندما شاهدوا شكري واقفًا أمام تمثال مؤسس الصهيونية وواضعًا يده في يد "نتنياهو".