حذر الكاتب الصحفي صبرى غنيم، من كارثة قد تؤدي إلي انهيار معظم منازل حي الزمالك، وذلك في حالة إصرار الحكومة على تنفيذ مشروع، مشروع الخط الثالث لمترو الأنفاق. وأضاف غنيم في مقال له على صحيفة "الأخبار" تحت عنوان :"الحكومة في خصومة مع سكان الزمالك .. لماذا ؟": حي الزمالك عبارة عن جزيرة عائمة يحيطها النيل من جميع جوانبها، وأن مياه النيل تغطي القواعد الخرسانية لمعظم العقارات وأي عمليات حفر ستخلق معها مجموعة من الآبار الارتوازية.
والي نص المقال: سكان الزمالك يواجهون كارثة قد تؤدي إلي انهيار معظم بيوتهم.. ومع ذلك لم تتحرك الحكومة.. السكان يحملون الحكومة نتائج هذه الكارثة في حالة تمسكها بتنفيذ مشروع الخط الثالث لمترو الأنفاق الذي سيشق شوارع الزمالك من باطن الأرض.. السكان رفعوا شكواهم إلي رئيس الحكومة لعله يمنع هذه الكارثة التي ستطيح بمعظم العمارات السكنية وقد تطول القصور التي لها تاريخ بسبب عمليات الحفر.. وللأسف لم يتحرك رئيس الحكومة وكأن القضية لا تهمه.. مع أن تقارير الاستشاريين العالميين نبهت إلي خطورة الموقف وأكدت أن هذا المشروع فيه خطورة علي أرواح السكان وسلامة المباني السكنية والأثرية.. وخاصة أن حي الزمالك عبارة عن جزيرة عائمة يحيطها النيل من جميع جوانبها، وأن مياه النيل تغطي القواعد الخرسانية لمعظم العقارات وأي عمليات حفر ستخلق معها مجموعة من الآبار الارتوازية.. ومع ذلك لم يتحول مسار المشروع بإقامة كوبري فوق النيل يربط كورنيش أبوالعلا بإمبابة وأصرت علي تنفيذ المخطط الذي يستهدف زيادة الدين الخارجي.. - لكم أن تتخيلوا عرض الشوارع في حي الزمالك ومعظمها لايزيد في العرض عن 12 مترا مع أن المطلوب لعمليات حفر الإنفاق أن يكون النفق الواحد بعرض 10 أمتار.. ومش مهم أساسات العقارات القديمة إن كانت « مخوخة « أو مسنودة برعاية الرحمن.. مع أن زلزال 1992 كشف عن ضعف أساسات العمارات وكان أكبر اختبار للتربة المقام عليها عمارات الزمالك بعد أن سقطت العشرات منها وتم تنكيس المئات من العمارات الآيلة للسقوط.. فما بالكم عندما تنتشر البلدوزرات في شارع اسماعيل محمد وتلقي برؤوسها في وسط الشارع فتحفر أنفاقا بعرض 10 أمتار، مع أن الخبراء حذروا من مخاطر الحفر في هذا الشارع الذي تعرضت معظم عماراته للتنكيس بعد آخر زلزال.. محافظة القاهرة عندها حصر بالمباني الأثرية التي علي جانبي شارع إسماعيل محمد والتي تضم 18 مبني اثريا أصبحت معرضة للانهيار.. مهما توخ الحذر فلن تنفع السنادات الحديدية حتي ولو زرعوها لمنع تسرب أساسات العمارات مع أعمال الحفر.. لكن من يسمع.. - للأسف الحكومة « طناش» لن تستمع لسكان الزمالك ولن تهتم بصرخاتهم عندما تتناول الأقلام هذه المأساة فهي لا تعطي اهتماما لما يكتب عنها لأن رئيس الحكومة لا يقرأ.. فاضطر الأهالي إلي رفع دعوي قضائية اختصموا فيها رئيس الحكومة الذي يطالبهم بأن يضربوا رؤوسهم في الحيط، ولا أعرف لماذا هذا الموقف المتعنت.. هل فيه سبوبة من وراء تنفيذ المرحلة الثالثة لمترو الأنفاق ودخوله الزمالك.. هذا السؤال يعيدني إلي بنك الاستثمار الأوروبي وهو البنك الممثل لدول الاتحاد الاوروبي التي تتولي تمويل المشروعات الكبري في الدول النامية.. - قوانين بنك الاستثمار الأوروبي تلزم البنك بالتأكد من تحقيق جميع جوانب الأمان للمشروع المراد تمويله، ويكون مسئولا عن طرح المناقصات والإشراف علي التنفيذ ودفع مستحقات المقاولين طبقا لتقدم أعمالهم وطبقا لمعايير الجودة العالمية.. الأخطر والأهم أن هذا البنك عليه أن يأخذ موافقة مجتمعية من سكان المنطقة أو الحي التي سوف يتم تنفيذ المشروع به وإذا رفض سكان المنطقة تنفيذ المشروع، يمتنع البنك عن تمويله، وطبعا شئ من هذا لم يحدث، والسبب حكومتنا التي لم تحترم شكاوي السكان، لقد ادعت ترحيب سكان الزمالك باختراق المترو لشوارعهم مع أن هذا الادعاء كاذب لأن السكان لم يعطوا الحكومة تفويضا وخاصة أن المترو لن يخدمهم ولن يخدم تلاميذ المدارس لأن معظمهم يشتركون في أتوبيسات المدارس.. إذن ليست هناك ضرورة لاختراق المترو للزمالك.. - مشكلتنا أننا نتجاهل تصريحات العقلاء.. فأنا أذكر تصريحا لرئيس الهيئة القومية للأنفاق أكد فيه أن اختراق المترو لشوارع القاهرة كان سببا في تكدس أكثر من 18 مليون مواطن و6 ملايين زائر في قلب العاصمة مع أن المفروض أن تكون خطوط المترو خارج قلب العاصمة لعلاج التكدس في قلب المدينة وبتحويل هذه المناطق إلي مناطق طاردة للسكان وليست مناطق جاذبة لهم في العشوائيات.. لكن من يسمع أو يستجيب لهذا المقترح.. - المصيبة أن المسئولين عن الخط الثالث للمترو كان عندهم عرض من اليابانيين ومعروف أن اليابان هي أول دولة تتفوق عالميا في القطارات المعلقة والكباري الطويلة فقد اقترحت هيئة المعونة اليابانية « جايكا» إنشاء خط مترو سطحي يربط وسط المدينة بإمبابة ويبدأ من رمسيس إلي إمبابة عابرا نهر النيل بجانب كوبري إمبابة الذي يبدأ من مدخل روض الفرج.. تكلفة هذا المشروع لن تزيد عن 350 مليون جنيه.. لكن العباقرة أصروا أن يمر بالزمالك استجابة للمقترح الفرنسي الذي يبدأ من العتبة إلي كورنيش أبو العلا ثم اختراق حي الزمالك بإقامة أنفاق تحت الارض للوصول إلي إمبابة ومنها إلي ميدان لبنان هذا المقترح يكلف المشروع الملايين من اليورو.. وطبعا كل شئ توقف بسب الدعوي القضائية التي أقامها السكان وفي انتظار النطق بالحكم.. - هل يرضيكم تجاهل الحكومة لسكان الزمالك.. وكأنهم الطبقة المرفهة التي لا يجوز التعامل معها علي اعتبار أنهم أولاد الذوات.. يا خسارة كل شئ جميل في مصر حولته المحليات إلي عشوائيات.. وأصبحنا نترحم علي الزمن الجميل أيام ماكانت الزمالك هي أرقي الأحياء تتمتع بالشموخ والعظمة.