يسود القلق جنبات وأروقة جامعة الدول العربية بعد أن ترددت أنباء شبة مؤكدة على تضاؤل فرص التجديد للأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى خلال القمة العربية التي ستعقد في العاصمة السودانية الخرطوم في نهاية مارس القادم ، والتي ستقرر التجديد للامين العام للجامعة من عدمه . وأوضحت مصادر مقربة من الجامعة أن الانتقادات العربية الموجهة لموسى قد تضاعفت في الفترة الأخيرة ، خاصة بعد دخول أزمته مع بعض دول مجلس التعاون الخليجي ، وفي مقدمتها الإمارات ، منعطفا خطيرا بعد بسبب مطالبة موسى للقمة الخليجية بضرورة تركيز الاهتمام على البرنامج النووي الإسرائيلي دون الإيراني ، وما تبعه من خروج اتهامات من دول مجلس التعاون الخليجي بأن الجامعة تناست دول المجلس في معالجتها للمشاكل العربية. وقد أظهرت هذه الأزمة أن دولة الإمارات لم تنسى للأمين العام موقفه الرافض لعرض مبادرة الشيخ زايد في القمة العربية بشرم الشيخ ، والتي عقدت قبل أسابيع من اندلاع الغزو الأمريكي للعراق ، وتضمنت اقتراحا بمغادرة الرئيس العراقي صدام حسين لبغداد مقابل تجميد الخطط الأمريكية للحرب . وفي الأيام الماضية ، دخل لبنان ساحة الخلافات مع الأمين العام للجامعة العربية بعد رفض العديد من الأطراف اللبنانية لمبادرة موسى للمصالحة بين سوريا ولبنان ، رغم تمتع المبادرة بدعم مصري وسعودي ، لكن الجزائر ودول خليجية عارضت تلك المبادرة ، فيما أبدت الجزائر استياءها من تجاهل الأمين العام لاستشارتها قبل طرح المبادرة بوصفه رئيس القمة العربية الحالية. ولفتت المصادر إلى أنه من المتوقع أن تقود الجزائر والمغرب حملة شديدة في المرحلة المقبلة ضد موسى وستعيدان طرح مسألة تدوير منصب الأمين العام وهو أمر يحظى بدعم العديد من دول المغرب العربي ولبنان والعراق خصوصا أن دولا مثل السعودية والبحرين وسلطنة عمان تلتزم الصمت حيال مسألة التجديد التي تنظر إليها بوصفها مسألة مصرية بحتة وهو ما يقلص من فرص استمرار موسى الذي لم يحظ بدعم كبير من جانب مصر التي يمكن في حال تمسكها باستمرار موسى أن تبدد كل هذه المواقف المعارضة لموسى. وعلمت "المصريون" أن العديد من الدول العربية في مقدمتها الجزائر ولبنان والكويت والعراق تدعم ترشيح الأخضر الإبراهيمي المبعوث السابق للأمم المتحدة في أفغانستان والعراق ووزير خارجية الجزائر لخلافة موسى ، ليضاف بذلك إلى جانب مرشحين عديدين كثيرا ما يطرح أسماؤهم عند أي تجديد للأمين العام مثل وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل وولي العهد الأردني السابق الأمير حسن بن طلال وفاروق الشرع وزير خارجية سوريا ومحسن العيني رئيس وزراء اليمن الأسبق وهو ما يطرح تساؤلا حول قدرة الدبلوماسية المصرية على إحباط هذه التحركات وفرض مرشح مصري لهذا المنصب سواء موسى أو غيره .