قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن المسلم مطالب بأن يكون انتماؤه وولاؤه لوطنه يدافع عنه ويراق دمه من أجله، بل إن القران الكريم في آيات كثيرة، كما في قوله تعالى: "وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَاتَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ" سَوَّى بين قتل النفس وبين الخروج من الوطن، وكأن الخروج من الوطن موت. وأضاف: "النبي -صلى الله عليه وسلم- عبر عن هذا الولاء لمَّا خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ مهاجرًا، قال: (والله إني لأَعْلَمُ أَنَّكِ أَحَبُّ بِلادِ اللَّهِ إِلَيَّ، وَلَوْلا أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مَا خَرَجْت)، مع أنه مأمور من الله بالهجرة، ومع أنه لم يجد في مكة إلا عذابًا وعنتًا وشدة وقسوة من أهلها، ومع أن مكة كانت مركزًا للشرك وللأصنام". وتابع الطيب في برنامجه (الإمام الطيب) الذي يذاع يوميًّا طوال شهر رمضان على التليفزيون المصري وقنوات فضائية أخرى: "الإسلام يربي المسلم علي حرمة الوطن، وتذكر بعض الروايات الثابتة عن سيدنا أبي بكر وسيدنا بلال أنهم مرضوا وثقلت عليهم الحياة بسبب اغترابهم عن أوطانهم، وفي هذا نوع من قداسة الوطن". ولفت إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان له "عَلَمٌ" في الحروب والناس تجتمع حوله، ومن التطرف الأبله أن يقال: إن تحية العلم وثنية أو شرك، فهذا كلام من مقدمات السوء للتطرف وللتشدد ولما نحن فيه. وأوضح أنه حين طُبِّق مبدأ المواطنة في مجتمع المدينة لم تكن هناك جزية، ولكن حينما كان نظام الدولة يقوم على أساس الإسلام جاء عقد الجزية في مقابل أن يقوم المسلم بالدفاع عن غير المسلمين في هذه الدولة، ولما سقطت الخلافة الإسلامية في سنة 1924 انحل هذا العقد. وأشار إلى أن حب الوطن من الإيمان، والدفاع عن الوطن قرين الدفاع عن العقيدة وقرين الدفاع عن الدِّين وقرين الدفاع عن العرض، وانتماء الإنسان لدولة أخرى غير دولته هو خيانة للدِّين وخيانة للوطن.