قال الدكتور إبراهيم عبد الجواد، الباحث بإدارة الإرشاد الديني: إن النبي صلى الله عليه وسلم أكد مكانة الوطن وأهميته وشرف الانتماء إليه حين هاجر من مكة إلى المدينة، فعن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ وَأَحَبَّكِ إِلَىَّ وَلَوْلاَ أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ، وفي رواية عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: وَقَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْحَزْوَرَةِ فَقَالَ: عَلِمْتُ أَنَّكِ خَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ ، وَأَحَبُّ الْأَرْضِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَوْلَا أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا خَرَجْتُ، ولما شرع في بناء الدولة الجديدة أراد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يعلم أصحابه رضوان الله تعالى عليهم والدنيا كلها أن الأوطان لا يسعى لبنائها إلا من أحبها ، فكان من دعائه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما جاء عن أم المؤمنين عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَمَا حَبَّبْتَ إِلَيْنَا مَكَّةَ أَوْ أشَدَّ" وأشار صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ ثم قال: "اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا، أي طرفيها، كَتَحْرِيمِ إِبْرَاهِيمَ مَكَّةَ ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا وَمُدِّنَا".