أن طعام المصريين في رمضان يأتي في المرتبة الأولى من إنفاق الأسرة المصرية، والأرقام تكشف حجم الكارثة التي نعيش فيها في مصر خلال شهر رمضان حيث يأكل المواطنون خلال الأسبوع الأول ما يقرب من 3.7 مليار رغيف و20 آلاف طن فول 80 مليون دجاجة.بذلك تنفق الأسرة المصرية تنفق 45.9% من اجمالى ميزانيتها على الطعام سنويا بمقدار 220 مليار جنيه، ويستحوذ شهر رمضان على 25% من حجم الإنفاق بمقدار 32 مليار جنيه اى فئ اليوم الواحد مليار جنيه وربع ". أن المجتمع المصري يعد مجتمعا استهلاكيا بالدرجة الأولي لان الدخل لا يكفي المواطن لنهاية الشهر, فهو لا يشتري به سوي بعض السلع والمنتجات الأساسية المتعلقة بالمأكل كنتاج ثقافة الاستهلاك غير الرشيدة. وفيما يتعلق بتزايد معدلات الاستهلاك بالمناسبات كالأعياد ورمضان, والمولد النبوي, والمناسبات لان المصريين تكونت لديهم ثقافة علي مدار سنوات عديدة أسهمت بشكل كبير في ذيوع عادات الشراء ارتباطا بتلك المواسم والأعياد; حيث تشهد الأسواق إقبالا شديدا علي غير العادة; وهو ما يتسبب في حدوث عدم اتزان بين الإنفاق والإنتاج, وبالتالي الصادرات والواردات' أن عوائد ذلك الإنفاق لا تعود بالنفع علي الاقتصاد المصري; لأن السلع تكون أغلبها صينية أو مستوردة; وهو ما من شأنه ألا يستفيد منه اقتصادنا وإنتاجنا وطاقتنا العاملة.لان الإنفاق بهذا الشكل يشارك في الإضرار باقتصادنا لزيادة الواردات عن الصادرات, ومن ثم الاقتصاد القومي للبلاد ككل; لأننا من خلال تلك الثقافة الشرائية ندعم اقتصاد الدول الغربية ولا ندعم اقتصادنا. فحجم الاستهلاك لهذه السلع يرتفع بنسب تبلغ30% خلال شهر رمضان, مقارنة بحجم الاستهلاك في الشهور الأخرى, فالطلب علي لحوم الدواجن يرتفع أيضا في رمضان, خاصة مع تزامنه مع فصل الصيف الذي يشهد ارتفاعا في حجم الاستهلاك نتيجة عودة المغتربين وكثرة المناسبات الاجتماعية, وهو الأمر الذي يجب أن يستعد له التجار لسد حاجة الأسواق, دون أن يؤثر ذلك علي الأسعار لتتوافر أمام المواطنين بأسعار مناسبة وبالأخص من ذوي الدخل المحدود ولكن علي الرغم من الشكوى الدائمة من سوء الوضع الاقتصادي فإن الأرقام والإحصائيات تؤكد تمادي المصريين في إنفاقهم علي الاستهلاكات الترفيهية لان إنفاق المصريين ب19 مليون جنيه علي الكعك في عيد الفطر المبارك, إن واردات مصر من السلع الاستهلاكية, والترفيهية قد قاربت4,9 مليار دولار, وهو ما يمثل19,8% من إجمالي الواردات, وان الواردات الاستفزازية قد سجلت ارتفاعا بنسبة3,5%'. كما تم فتح اعتماد مصرفي لاستيراد سلع رمضان بنحو مليوني دولار لاستيراد الفوانيس, و100 مليون دولار لاستيراد الياميش..في رمضان .إن معدل إنفاق المصريين في شهر رمضان يتزايد بنسبة تتراوح ما بين 50 إلى 100 في المائة بالاختلاف من أسرة لأخرى. أن زيادة الطلب على الغذاء ليس وليد أمس، وتشير إلى أن متوسط الاستهلاك خلال شهر رمضان من اللحوم يزيد من 17 إلى 30 ألف طن، ومن الدواجن يرتفع إلى 120 مليون دجاجة، مقابل 60 مليون في الشهور الأخرى. إن الاستهلاك في الزيوت يزيد من 60 إلى 75 ألف طن، كما يرتفع متوسط الاستهلاك من السمن النباتي من 25 إلى 75 ألف طن، واستهلاك السكر يزيد من 175 إلى 250 ألف طن للإسراف في الحلويات الرمضانية. ويغير 83 في المائة من المصريين عاداتهم الغذائية خلال شهر رمضان، حيث يرتفع استهلاك الحلوى بنسبة 66.5 في المائة، بينما يتزايد استهلاك اللحوم والطيور بنحو 63 في المائة، والمكسرات بنسبة 25 في المائة، نتيجة تبادل الزيارات والولائم، التي تزيد بنسبة 23 في المائة مقارنة بباقي شهور العام، بالرغم من أن الإحصاءات الإجمالية رغم ما تكشفه من ظواهر فإنها تجهل ظواهر أخرى، وهذه الدراسة مثلا رغم أنها تشير إلى حجم الإنفاق الرهيب في رمضان، فإنها تجاهلت التوزيع القطاعي لهذا الإنفاق، ولم تحدد شرائح للإنفاق، مشيرا إلى انه ليس حقيقيا أن كل المصريين قادرون علي الإسراف والبذخ في رمضان . و انه رغم تزايد معدل إنفاق المصريين في رمضان، إلا إن ارتفاع معدلات التضخم والارتفاع الرهيب في الأسعار يزيد من فاتورة الإنفاق خاصة خلال هذا الشهر، إلى جانب التزايد المتسارع في السكان وهو ما يتطلب بالطبع زيادة الطلب علي الغذاء، خاصة مع تغير الشرائح العمرية، واتساع شريحة الشباب المعروفة بطلبها المرتفع للغذاء علي حساب الشرائح الأخرى. أن هذه المعدلات من الإنفاق على الغذاء في مصر "طبيعية"، و أنه نظريا بقسمة المليار جنيه، وهو حجم الإنفاق اليومي على 80 مليون شخص، وهم عدد سكان مصر فإن الناتج يكون 12 جنيها ونصف ، أي ما يوازي دولارين للفرد، وهو مبلغ متواضع عالميا. أن المشكلة والقضية ليست في المليار جنيه وربع، الذي ينفق يوميا على الغذاء في رمضان، لكن المشكلة في كمية الفاقد، التي تتراوح من 60 إلى 75 في المائة، وهو مؤشر خطير يكشف سوء توزيع الدخل لأن هذا الفاقد يحدث من جانب شريحة محدودة للغاية، وهي شريحة الأغنياء والقادرين، في الوقت الذي تعاني فيه شرائح واسعة من الفقراء ومحدودي الدخل. ، أن المصريين ينفقوا ما بين 30 إلي 45 مليار جنيه، خلال شهر رمضان، بواقع من مليار إلي مليار ونصف يوميا، متوقعا زيادتها خلال رمضان المقبل بسبب زيادة سعر الدولار مقابل الجنيه، وارتفاع الأسعار. إن نسبة الفاقد الغذائي لا تقل عن 60%، يكون مصيرها صناديق القمامة، وتزداد إلى 75% في العزومات والولائم. أن مصروفات شهر رمضان، في اليوم، تعادل تكاليف 90 يوما عاديا، وأن 83% من الأسر المصرية تغير عاداتها الغذائية خلال هذا الشهر، لتتضاعف النفقات بسبب العزومات والولائم الجماعية بنسبة 23%، بالمقارنة بالأشهر العادية، إضافة إلى ازدياد نسبة استهلاك المكسرات بنحو 25%، وكذلك زيادة استهلاك اللحوم والطيور، كما ترتفع نسبة استهلاك الزيوت والسكر بسبب الحلويات وكعك العيد. أن عدد الأسر المصرية بلغ 20.1 مليون أسرة في أول يوليو الماضي، منهم نحو 9.3 مليون أسرة في الحضر بنسبة 46٪ تقريباً، ونحو 10.8 مليون أسرة في الريف بنسبة 54٪ تقريباً من إجمالي الأسر. إن الأسر المصرية تنفق 200 مليار جنيه سنويا على الطعام، يستأثر شهر رمضان وحده علي النصيب الأكبر منها، وأن الإنفاق على الغذاء يمثل 45 %، من إجمالي إنفاق الأسرة المصرية السنوي يستحوذ شهر رمضان وحده على 15 % من هذه النسبة. يبلغ متوسط استهلاك المصريين من الفول قرابة 300 ألف طن في السنة، حيث يتضاعف خلال شهر الصيام ليصل الي 70 ألف طن أي ما يعادل ثلث الاستهلاك السنوي, ويوجد بالقاهرة وحدها نحو 81 ألف محل لبيع الفول، وذلك حسب تقديرات شعبة الغلال بالغرفة التجارية بالقاهرة. وإنه في رمضان، يأكل المصريون نحو 28 مليار رغيف من الخبز، و 70 ألف طن فول، قيمتها 220 مليون جنيه، و160 مليون دجاجة، و100 ألف طن، حجم الاستهلاك من الحليب، 65 ألف طن منها يباع عن طريق الباعة الجائلين ومحلات البقالة، و 60 ألف طن، زبادي .