أزمة الكهرباء والمياه تعصف بالمحافظات.. المواطنون: إفطار في الظلام وعطش بعد الصيام القابضة للمياه: محطات جديدة بالخدمة قريبًا والكهرباء السبب.. والكهرباء: لدينا فائض إنتاج والانقطاعات استثنائية
مع بداية شهر رمضان المعظم، عادت أزمات انقطاع التيار الكهرباء ومياه الشرب تلوح في الأفق من جديد؛ بعد أن شهدت العديد من المدن والمراكز والقرى بمختلف المحافظات، انقطاع المياه والكهرباء لفترات تجاوزات الأسابيع، فيما تقف الحكومة مكتوفة الأيدي في التعامل مع هذه الأزمات. وبدا منظر "جراكن" مياه الشرب تحملها الدواب وعربات "الكارو" أو رؤوس السيدات، إلى جانب مناظر غسيل الأواني بالترع المخصصة للري وملئها أيضًا للاستخدام في الأعمال المنزلية، هو السائد في العديد من المحافظات وكأنها مناظر من أفلام معاناة المصريين في عهد الملكية وأوقات جفاف النيل. الجيزة بدون مياه وفي محافظة الجيزة، شهدت مناطق "إمبابة، سقيل، برطس، القيراطين، صيدا، الأبعدية، الجلاتمة، المناشى، بهرمس، السبيل، الحسانين، زاوية نابت، الكوم الأحمر، شنبارى، عزبة محيسن، البراجيل، عزبة الجلادين، عزبة الخطيب، عزبة خيزة، مدينة الفردوس، بشتيل لعبة، ذات الكوم، أوسيم، عزبة عبدالحميد نصر، الزيدية، الصفيرة، عزبة الجمل، عزبة المفتى، هضبة الأهرام، إسكان الضباط، إسكان الشباب، أول طريق مصر الفيوم الصحراوي، أول طريق إسكندرية الصحراوي، يمين ويسار شارع فيصل، شارع الهرم، كفر طهرمس"، انقطاعًا لمياه الشرب. وأعلنت الشركة القابضة قطع المياه لمدة 6 ساعات صباح الأربعاء الماضي نظرًا لأعمال الصيانة بمحطة المياه إلا أن انقطاع المياه استمر لمدة 3 أيام دون أن توفر الشركة سيارات المياه المتنقلة لخدمة كل المواطنين. وأعلن اللواء كمال الدالي، محافظ الجيزة، انتهاء الأزمة قبل ساعات، قائلًا: "عملنا على حل المشكلة بعد تسرب بخط المياه الرئيسي ولمدة 72 ساعة متواصلة وعادت المياه لجميع المناطق". وأكد المهندس مصطفى سعيد، مدير شبكة مياه الهرم، انتهاء أزمة انقطاع المياه بمحافظة الجيزة بصفة عامة بعد إصلاح كسر في إحدى المواسير الرئيسية والتي تسببت في قطاع التيار عن عدد كبير من المناطق بالمحافظة. "جراكن" وقطع طريق الوادي الجديد وفي محافظة الوادي الجديد، أدى انقطاع المياه إلى قيام أهالي حي المجاهدين بمدينة الخارجة، إلى قطع الطريق الرئيسي؛ اعتراضًا على استمرار أزمة انقطاع المياه لتتدخل قوات الأمن لمحاولة فتح الطريق وتهدئة الأهالي الذين اضطروا إلى استخدام "جراكن المياه" وشرائها لسد احتياجاتهم اليومية. وأعلنت المحافظة تخصيص 5 سيارات لنقل المياه بالحي لحين انتهاء الأزمة بالمناطق التي شهدت انقطاعًا للمياه خلال الأيام الماضية، وطالب الأهالي بإقالة المسئولين بشركة مياه الشرب والمحافظة لتسببهم في معاناة آلاف الأسر وخاصة في شهر رمضان. الشرقية تشرب من "الترع" وفي محافظة الشرقية، طالب أهالي 12 قرية بمركز أولاد صقر، بإقالة المحافظ ورئيس قطاع المياه بالمحافظة، لتقصيرهما في أداء عملهما، في ظل استمرار انقطاع المياه على فترات منذ مارس الماضي وحتى الآن؛ حيث اضطر الأهالي إلى استخدام "الترع" المخصصة لري الأراضي الزراعية في سد احتياجاتهم من المياه. ورد المهندس شاكر عبدالفتاح، نائب رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب بالشرقية، على الأزمة قائلًا: "مديريتا الري والكهرباء، سبب تجدد أزمة ضعف مياه الشرب في الأيام الأخيرة، وانقطاع الكهرباء بشكل مستمر لتخفيف الأحمال، ما يعطل المواتير عن العمل في المحطات المياه، إلى جانب انخفاض منسوب مياه ترعة الإسماعيلية وبحر مويس، في ظل انتشار التوسع العمراني والمباني المخالفة دون وجود مرافق لها". سخط في الإسكندرية وشهدت عدة مناطق بمحافظة الإسكندرية انقطاعًا للمياه، وضعفها في مناطق أخرى غرب المحافظة، فيما سادت حالة من السخط لدى الأهالي؛ بسبب استمرار انقطاع المياه لأكثر من 6 ساعات في ظل شهر رمضان، وأكدت المحافظة أن سبب انقطاع المياه هو كسر في ماسورة رئيسية وتم إصلاحها. وفى المنوفيةوالسويس وقنا وأسوان وبني سويف وسوهاج، والغربية، أثار انقطاع مياه الشرب عن عددٍ من المناطق بالمركز والقرى لمدة تجاوزت 6 ساعات استياء المواطنين والذين لجأوا إلى قضاء حوائجهم باستخدام جراكن المياه بالمناطق المجاورة لهم. بدوره، أكد المتحدث باسم الشركة القابضة لمياه الشرب، العميد محيى الصيرفي، أن أسباب أزمة ضعف المياه وانقطاعها في بعض المحافظات الجمهورية يرجع إلى وقوع هذه المناطق على مرتفعات؛ حيث تحتاج إلى محطات رفع، الأمر الذي يزيد من الضغط على الشبكات خاصة مع فصل الصيف. وأضاف الصيرفي: "محافظتا الغربيةوالشرقية ستشهدان إنشاء محطات رفع للمياه خلال الفترة القليلة المقبلة للقضاء على أزمة انقطاع المياه وضعفها"، مطالبًا المواطنين بترشيد استهلاك المياه لتفادي أزمة انقطاعها وخاصة "رش الشوارع بمياه الشرب". وحذر المتحدث بالشركة القابضة، المخالفين لاستخدامات المياه، قائلًا: "ننتظر إقرار قانون المياه الجديد لتغليظ العقوبات على المخالفين في سرقة وصلات المياه أو استخدامها في غير الأغراض المخصصة لها، الأمر الذي يؤثر على شبكة المياه بالمحافظات؛ حيث تصل العقوبات إلى غرامة ألف جنيه لكل من يرش المياه في الشارع أو يسرق وصلات عشوائية". أزمة الكهرباء.. "رمضان في الضلمة أحلى" ولم يقتصر الأزمة على أزمة المياه، إذ أدى انقطاع التيار الكهربائي عن العديد من مدن وقرى ونجوع المحافظات بل وفي القاهرة الكبرى إلى تزايد معاناة المواطنين. وشهدت محافظة السويس انقطاعًا للكهرباء، مع الأيام الأولى من شهر رمضان، الأمر الذي أصاب المواطنين بحالة من الاستياء والغضب، في ظل موجة ارتفاع درجات الحرارة ومعاناة الصيام، كما هو الحال في محافظة أسيوط؛ حيث شهدت عدد من مراكز وقرى المحافظة انقطاعًا للكهرباء، لفترات تجاوزت الثلاث ساعات، نتيجة أعطال بالمولد الرئيسي. ولم يختلف الحال في محافظة الدقهلية؛ حيث عاد مسلسل انقطاع التيار الكهربائي لمدة تجاوزت 12 ساعة، ليطل على المشهد بمدن وقرى ومراكز المحافظة، وهو ما تسبب في حالة من التذمر لدى الأهالي بقريتي "دكرنس وبنى عبيد"، كما شهدت العديد من قرى ومراكز بمحافظاتالشرقيةوالغربية وأسوان، انقطاع الكهرباء مع اتجاه شركات الكهرباء لتخفيف الأحمال في ظل ارتفاع درجة الحرارة، الأمر الذي أثار حالة من الاستياء الشديد لدى المواطنين. وهدد المواطنون بعدم الالتزام بدفع فواتير الكهرباء في ظل استمرار انقطاع الطاقة لفترات مختلفة، فيما اتجه أصحاب المحال التجارية للاستعانة بماكينات الطاقة التي تعمل بالبنزين مع استمرار أزمة انقطاع التيار الرئيسي للكهرباء، فيما سخر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" من انقطاع الكهرباء، قائلين: "رمضان في الضلمة أحسن". وأكد الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء، أنه سيتم القضاء على أزمة انقطاع التيار الكهربائي بكل محافظات الجمهورية خلال عامين من الآن، مع الانتهاء من تطوير كل المحطات ودخول محطات جديدة للخدمة، إلى جانب تركيب العدادات الكودية بالمناطق العشوائية للحد من سرقات التيار. فيما كشف الدكتور محمد اليماني، المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أن هناك فائضًا يوميًا من الكهرباء في الشبكة القومية يصل بين 3 إلى 6 آلاف ميجاوات، مشيرًا إلى أن بعض الأعطال في الكابلات ومحطات التوليد في ظل ارتفاع درجات الحرارة تتسبب في قطع الكهرباء جزئيًا عن بعض المناطق؛ بسبب حدوث مشكلات فنية طارئة بالمحطات. وأضاف اليماني ل"المصريون": "بعض الأعطال في محولات الشبكة، واستمرار أعمال الصيانة بالمحطات التي تشهد أعمال تطوير وسيتم الانتهاء منها خلال الفترة القليلة المقبلة، والوزارة تقوم بخطة تطوير شاملة تقضي على مشكلة انخفاض الجهد بعدد من محافظات الصعيد والوجه البحري وتحسين الخدمة للمساهمة في استمرار عمل محطات رفع مياه الشرب وعدم انقطاعها عن المواطنين"، لافتًا إلى ضرورة استخدام محطات مياه الشرب مولدات كهربائية بديلة ووحدات ديزل، مع الاستعانة بوحدات "أوتو فولت جينيراتور" لتنظيم الجهد حال انخفاضه من محطات الطاقة. وأشار المتحدث باسم الوزارة إلى أن من بين أسباب انقطاع الكهرباء في بعض المناطق هو انتشار التوصيلات العشوائية وسرقة التيار؛ حيث يرتفع الأحمال لعدم إدراج التوصيلات العشوائية والمسروقة في مركز التحكم، ويتسبب ذلك في انصهار بعض الكابلات وانقطاع التيار.