تناقضت التصريحات الحكومية خلال اليومين الماضيين، حول الحديث عن المصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين، فيما اعتبر قيادي بارز بحزب الحرية والعدالة ذلك معبرًا عن اهتراء وتضليل فى صفوف النظام. وكان المستشار مجدى العجاتى، وزير الشئون القانونية ومجلس النواب، قد قال فى حوار صحفى إنه "لا مانع من التصالح مع أفراد الإخوان ممن لم تتلوث أيديهم بالدماء"، وهو الأمر الذى اعتبره مراقبون أول دعوة رسمية من الدولة للتصالح مع الجماعة. وأكد العجاتى أن "الدستور يلزم بالمصالحة"، مشيرًا إلى أن "نصوصه تحث على إنهاء تلك المسألة الخلافية، وأن نعود نسيجًا واحدًا، ليس هناك إخوان وغير إخوان، ومرسى وغير مرسى"، بحسب تعبيره. غير أن تصريحات الوزير العجاتي، قابلها تناقض كامل من قبل وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، الذى وصف الإخوان ب"الجماعة الإرهابية". وطالب جمعة فى بيان له، مساء أمس السبت، بالكشف عما أسماها "خلايا وعناصر التنظيم النائمة"، مشيرًا إلى أن "ذلك يعد واجبًا شرعيًا ووطنيًا"، بحسب قوله. بالمقابل، وصف أحمد رامي، القيادى بحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، حديث وزير الشؤون القانونية ومجلس النواب مجدى العجاتي، عن المصالحة مع الجماعة ب "الكذب والتدليس". وأشار رامي، فى تصريح خاص ل"المصريون"، إلى أن" وزير الأوقاف خالف فى تصريحاته ما قاله زميله مجدى العجاتي". وقال إن "هذا التباين بل التضاد يعنى أمرين، الأول مدى الاهتراء الذى يعانيه الانقلاب وسلطته والذى وصل لحد التضاد بين مكوناته، الثانى ألا يمكن التعويل على كلمات منسوبة لأيا من أطرافه وأخذها محمل الجد". وأضاف رامى "فضلا عن هذا التضاد فهناك سوابق الكذب لكل أركان النظام على الشعب، كما أن محاولة الادعاء والترويج لأن الصراع مع الإخوان وليس مع قطاع كبير من الشعب الإخوان جزء منه هو نوع من التدليس". وذكر رامى أن "السجون ملئا بعشرات الآلاف من غير الإخوان، فماذا عنهم؟! ماذا عن ورطته مع هذا الجيل من الشباب الذى يرفض مجرد الجلوس مع السيسى (فى إشارة لرفض رئيسى اتحاد طلاب حلوان وأسيوط إجابة دعوته لحلف إفطار بالأمس)".