نخبة "مبارك".. أى تلك التى صُنعت على عينه، وأهداها نظامه الأمنى "تصاريح" لصحف وفضائيات، ووزع "البرامج" على رجاله من الإعلاميين داخل الاستديوهات.. تتساءل عقب مذبحة بورسعيد أين كان الأمن؟! ذات الصحف والقنوات.. شريكة فى الجريمة.. ومحرضة بشكل مباشر عليها.. ولم تكن مصادفة أن تصدر صحيفة ممولة طائفيًا ومن أموال التطبيع والتمويل الأمريكى الذى كشفه وثائق "ويكيليكس".. عشية يوم 25 يناير الماضى واليوم التالى، بعناوين تقول: الثورة الثانية فى مصر".. وعندما مر اليوم بسلام، أصيبت بالهوس والجنون، ونشرت تقارير على مانشيتات ضخمة تصور محافظات مصر وقراها، وكأنها خرجت بالكامل فى مظاهرات صاخبة ضد البرلمان المنتخب!! اللافت أن الصحيفة نشرت عشية مجزرة بورسعيد، مانشيتا رئيسيًا يقول "الرصاص يحكم مصر".. وبعدها بساعات حُصدت أرواح أكثر من 70 شابًا مصريًا .. وبالتزامن مع عمليات اختطاف وسطو مسلح على بنوك وعمليات قطع طرق فى أنحاء متفرقة.. وكأن ثمة عقلاً واحدًا يدير ميليشيات الموت فى الشوارع من داخل غرفة رئيس تحرير تلك الصحيفة. الصحيفة معروف علاقتها ب"الفلول".. وكشف "ويكيليكس" علاقة مسئولين قانونيين كبار بها بالسفارة الأمريكية من جهة، وبمباحث أمن الدولة المنحل من جهة أخرى.. وهى الصحيفة التى تدير غالبية فضائيات رجال أعمال مبارك الفاسدين. خلال الأيام الثلاثة الماضية، وقبل مذبحة بورسعيد، كانت الصحيفة، تحشد فضائياتها ومعديها نحو "إحراق البلد".. وإنجاز مشروع "الفوضى" البديل أو الخيار الذى وضعه مبارك أمام الشعب المصرى: إما "أنا" وإما "الفوضى"! القنوات معروفة.. وتأسس بعضها قبل الثورة بأوامر وتراخيص من مباحث أمن الدولة المنحل.. وبعضها الآخر تأسس بعد الثورة، وبأموال رجل أعمال "مجهول الأصل" ظهر فجأة، وأسس قنوات جديدة ويشترى أخريات فى إطار مخطط لتشكيل إمبراطورية إعلامية تهيمن على العقل المصرى وتصنع الرأى العام.. الرجل ينفق بسخاء غير مسبوق، ويستعين بذات "الصحيفة" التى تدير 70% من القنوات الخاصة.. فيما يتردد وبقوة بأن المسألة ليست "غسيل أموال" وحسب.. وإنما ثمة معلومات تؤكد بالتواتر، أنها أموال مبارك.. ورجال أعماله ووزرائه ومجموعة "طره" بالكامل. الخطورة أن تلك الصحيفة التى تتبوأ مركز الثقل فى عملية إدارة "اقتصاد الفلول".. كانت على علاقات وثيقة بنجل الرئيس السابق، وبمجموعة السياسيين الذى كانوا يمثلون "الرحم السياسى" المستأجر لاستقبال "نطفة التوريث".. ولعل من الأهمية هنا التذكير، بأن الصحيفة بعد الثورة، أعادت غسيل سمعة سدنة النظام السابق، عبر حوارات أُفردت على عدة صفحات فى أيام متتالية، كان أشهرها حوار المحرر البرلمانى بالصحيفة، مع فتحى سرور.. فيما تم إهداء ذات المحرر بعدها برنامجًا يقدمه على فضائية، تدار من داخل مكتب رئيس التحرير أيضًا.. وهو الحوار الذى أثار استياءً شعبيًا وصحفيًا كبيرًا آنذاك. اللاعبون بالنار معروفون إذن.. يدفعون بالبلد نحو خيارين أحلاهما مر: الحرية أم المصادرة؟!.. فأيهما سيختار الشعب المصرى؟. [email protected]