قال موقع دويتشه فيله الألماني، إن التقدم العسكري الذي تحرزه القوات المناهضة لتنظيم «داعش»، على الأرض، في معاقله الرئيسية، بات مثار جدل بين الخبراء حول مدى تراجعه في مناطق سيطرته، حيث يرى مراقبون أنه تراجع تكتيكي، فيما يرى آخرون أن التراجع الحالي يمكن أن يغير من قواعد اللعبة على الأرض؛ ويجعل من قيادة التنظيم تتجه إلى مناطق جديدة مثل ليبيا لتلقي بثقلها فيها وتعيد انتشارها هناك والتحرك بحرية على الأرض. ونقل الموقع عن الباحث الألماني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط ألبريشت ميتسجر، قوله إن التنظيم أو بعض من قياداته قد يتجه إلى التمركز في ليبيا أو أفغانستان، وذلك "لقدرة التنظيم هناك على إعادة الانتشار والحاضنة التي توفر له الحماية. إلا أن ميتسجر يرى أن دحر «داعش» في سوريا والعراق قد يكون "بداية النهاية لهذا التنظيم المتشدد". فوفقا للباحث الألماني، تعتمد مقاومة "داعش" على "محاربة المبدأ الذي بنى نفسه عليه، وهو السيطرة على الأرض وإقامة الخلافة"، موضحاً أن قرب المناطق التي احتلها "داعش" من عاصمتي الخلافة العربية الإسلامية التاريخية في دمشق وبغداد، كان سببا في انتشار الفكرة بين البعض من المتشددين وقد ساهم التنظيم بنفسه على ترويجها. ويتابع الباحث الألماني أن «داعش» يواجه الآن هجوما شرسا من عدة محاور، وهو ما قد يضطره إلى التراجع عن هذه المناطق وتركيز سيطرته على مناطق أخرى، وهو ما سوف يبعده عن المركز ويجعل من فكرة إقامة الخلافة على الأطراف أمرا غير مستساغ، حسب الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط.