منتخب جنوب أفريقيا على أعتاب دخول التاريخ ليس بسبب إنجاز التنظيم الرائع للمونديال، لكن لأنه بات الأقرب لتوديع البطولة مبكراً من الدور الأول بعد هزيمته الثقيلة أمام منتخب أوروجواى بثلاثية نظيفة ليصبح أول صاحب أرض فى تاريخ كأس العالم يخرج من الدور الأول، والحقيقة أن الأولاد لم يقدموا العرض المنتظر منهم فى البطولة سواء فى المباراة الأولى أمام المكسيك، وبعدها أمام أوروجواى، وهو أضعف فرق المجموعة، ولم يستثمر العامل الجماهيرى لصالحه، وفى اعتقادى أن جنوب أفريقيا أضعف الفرق الأفريقية المشاركة فى المونديال. لعب الأولاد بطريقة «عقيمة» ولم يدرس كارلوس ألبرتو بيريرا منافسه جيداً لأنه لو كان قد درسه جيداً لاكتشف أن منتخب أوروجواى يعتمد على نجمين فقط هما فورلان وسواريز، وقد لعب الثنائى بحرية كبيرة طوال المباراة، ولم يتم فرض أى رقابة عليهما، ولو أن باريرا فرض رقابة صارمة عليهما لما تهدد مرمى فريقه، وفى الجانب الآخر فرض المدير الفنى لأوروجواى الرقابة على تشابالالا أفضل لاعبى الأولاد، فكان الفريق بدون عقل مفكر، كما كان انتشار لاعبى أوروجواى داخل المستطيل الأخضر أفضل بكثير من منافسهم وأجادوا الانقضاض القوى على المنافس. رغم أن نسبة الاستحواذ كانت لصالح صاحب الأرض لكنها بدون أى خطورة حقيقية على مرمى الحارس موسليرا، بالعكس كانت الخطورة الحقيقية لصالح الضيوف بفضل الثنائى السابق ذكره، ولعب جنوب أفريقيا بطريقة 4/4/2، فيما لعب أوروجواى بطريقة 3/5/2 التى لعبوا بها أمام فرنسا فى المباراة الأولى ونجحوا بها حتى الآن، والحقيقة أن فريق أوروجواى يجيد اللعب الدفاعى ويملك مدافعين متميزين مثل لوجيانو وجودين وفوسيلى، وهؤلاء المدافعون أفقدوا منافسهم الخطورة وحدوا من وجودهم خصوصاً مفيلا وبينار. ■ فى اعتقادى أن طرد حارس «الأولاد» كونى غير مستحق وفيه ظلم كبير للفريق، وهو الخطأ الوحيد للحكم ماسيمو ساكا فى المباراة وبعده تغير مسار اللقاء ونجح أوروجواى فى إحراز هدفين. ■ المستوى الذى قدمه منتخب أوروجواى يؤهله للتأهل للدور التالى لأنه فريق منظم يجيد اللعب الجماعى ويملك لاعبين مهاريين ينقلون الكرة بسرعة وأثبتوا تفوق كرة أمريكا الجنوبية على الكرة الأفريقية. ■ لم يعجبنى استمرار اعتراض المدير الفنى لجنوب أفريقيا على الحكم باستمرار، ووضح عليه العصبية مما انعكس بالسلب على أداء لاعبيه، عكس ما حدث فى المباراة السابقة أمام المكسيك التى نجح فى قيادة فريقه فيها ببراعة. ■ فى النهاية كان خروج جماهير جنوب أفريقيا من المدرجات قبل انتهاء المباراة أمراً محزناً، فهى جماهير رائعة، والسؤال الذى يطرح نفسه: هل خروج جنوب أفريقيا المبكر من البطولة سيؤثر على حضور الجماهير؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام المقبلة.