الأسباب كثيرة لما وصلنا إليه من مثلث الفناء.. الفقر، والجهل، والمرض، أهم هذه الأسباب عشرة: 1- الديمقراطية هى حرية التعبير مع القدرة على التغيير.. تغيير من أكبر كبير إلى أصغر صغير، ودون أحدهما «التعبير، التغيير» فهى ديمقراطية عرجاء أو مكسورة الجناح، غير قادرة على المشى أو الطيران، فهل لدينا فى مصر ديمقراطية بهذا المفهوم العلمى الصحيح؟! 2- الحاكم: ما لم يهدد الحاكم شبح هزيمة انتخابية مقبلة، يتحول من حاكم حريص على مصالح شعبه، إلى حاكم غير مبال بمصالح شعبه، فهل هناك حاكم فى الشرق الأوسط يهدده شبح هزيمة انتخابية مقبلة؟! 3- العدالة الاجتماعية: ثلاثة بالمائة يملكون 97٪ من ثروات مصر، وسبعة وتسعون بالمائة من شعب مصر يملكون 3٪ من ثروتها.. تآكلت الطبقة المتوسطة، فهل هناك عدالة اجتماعية بعد ذلك؟! 4- سيادة القانون: من مواصفات الدولة الرخوة، غياب سيادة القانون، الأثرياء فوق القانون بالثروة أو القرب من الحاكم، الفقراء فوق القانون أو الالتفاف حوله بالرشوة، ويكفى أن لدينا 18 مليون قضية، 3 ملايين حكم نهائى.. والدولة عاجزة عن تنفيذها، فهل لدينا بعد ذلك سيادة قانون؟! 5- التعليم: الذى جعل مستوى جامعاتنا رقم أربعة آلاف عالمياً، رقم 28 أفريقيا.. ليس بتعليم، التلقين والحفظ ليس بتعليم، التعصب والانغلاق ليس بتعليم، كراهية العلم والابتعاد عنه ليس بتعليم.. المسؤولون عن التعليم.. هم أنفسهم فى حاجة إلى التعليم.. السفر للخارج، والتعلم منه، تدريس الإنجليزية حتى تكون الطريق «للانفجار العلمى» الذى بالكاد نلاحقه، سبب تقدم الهند هو إتقان أبنائها للغة الإنجليزية منذ نعومة أظافرهم. 6- النخبة: تتقدم الأمم بالنخبة حين يكون لها مكان ومكانة، النخبة عندنا مهمشة.. مهملة.. لا يؤخذ برأى لها.. بل قد تغتال «د. فرج فودة» أو تطلق «الحسبة» أو تهاجم «جمال البنا». 7- مكانة العلم والعلماء: حضرت حفل تكريم للدكتور مجدى يعقوب فى كلية الجراحين الملكية بلندن، وكان يسير فى المقدمة، ووراءّه خمسون عالماً من علماء إنجلترا بأروابهم السوداء المهيبة.. فهل شاهدنا مثل هذا المشهد فى إحدى جامعات مصر؟! بل رأينا هرب زويل بجامعته إلى قطر، والباز إلى أمريكا، ويكفى أنه أخيراً تم انتخاب أ. د. عادل فؤاد رمزى رئيساً لكلية الجراحين الدولية، وكان عدد الدول التى انتخبته مائة وعشر دول.. لم نسمع لمصر عن هذا التكريم شيئاً..! والشىء بالشىء يذكر، كتب أ. زكى عبدالقادر يوماً: سمعت الB.B.C الإذاعة البريطانية تقول: فى هذه الساعات الحزينة.. هدم ركن من أركان العلم فى مدينة القاهرة على باشا مشرّفة الذى تمر جنازته الآن أمام حديقة الأورمان وجامعة القاهرة.. يقول أ.عبدالقادر حولت مؤشر الراديو لإذاعة القاهرة.. فكانت الصدمة.. أغنية: يا بتاع الرمان.. رمانك دبلان.. بص علينا وطل!! 8- الجهل بالتاريخ القديم والحديث.. حقيقة وليست خيالاً.. سألوا متقدماً لوظيفة: متى كانت ثورة 19؟ قال الطالب 52!! وهاهو ذا طبيب شرعى اسمه د. هشام عبدالحميد يقول: التعذيب مارسه المصريون القدماء!! لم يقل لنا المصدر، ولم يقرأ كيف أن المصرى القديم كان دائماً فى صلاته يقول: لم أعذب نباتاً بأن نسيت أن أسقيه ماء.. بل لم أكن سبباً فى دموع إنسان أو شقاء حيوان!! 9- صرف الأنظار للخارج بدلاً من الإصلاح الداخلى.. مظاهرات عارمة لفلسطين وغير فلسطين.. بينما لا حس ولا خبر لكوارث العبارة، القطارات، الفساد، العرايا والجوعى أمام البرلمان، أحداث الغوغاء فى تدمير الوحدة الوطنية، الحكومة تشجع هذا كله.. وكأن مبدأها: فرق تسد! 10- البرلمان والدروشة الدينية: قال نابليون: يصعب حكم أى شعب جاهل دون الدين! وقال تشرشل: فى برلمانات العالم.. قيادة قطيع.. أسهل من قيادة غنمة واحدة شاردة!! بس.. خلاص!! [email protected]