فى عقود ماضية، كان المجتمع المصرى يعيش انتعاشاً ثقافياً، وبالأخص الطبقة الوسطى، وكان الارتباط وثيقاً بين الجماعات الثقافية والأدبية من جانب، والشارع من جانب آخر.. لكن حدثت قطيعة كبرى، فصار المثقفون فى معسكر والشعب فى معسكر ثانٍ. لذلك رأينا أن استعادة الوعى، وإعادة الثقافة إلى الناس، وإعادة الأدباء إلى المشهد، ربما تكون من أهم رهانات الإصلاح الاجتماعى، ربما يستعيد الناس أزمنة كانوا يعرفون فيها أسماء يوسف إدريس، وصلاح عبدالصبور، وعبدالرحمن الشرقاوى، وصلاح جاهين، مثلما كانوا يعرفون صالح سليم، وعبدالحليم حافظ، وسعاد حسنى، وعبدالرحمن الأبنودى. لهذا نتصور أن دور ملحق الكاتب هو إعادة ذلك الجسر المفقود بين الأدباء والناس.. ليس مجرد أدباء العاصمة، وإنما أولئك الجالسون فى ظلمة أقاليم مصر، شمالها وجنوبها. ولأن أضلاع صناعة النشر الأساسية ثلاثة، فى البدء تكون الكلمة وكاتبها، ثم الناشر، حتى تصل الكلمة إلى قارئها، وتكتمل أضلاع المثلث، لذلك كان الارتباط بين ملحقى «الناشر» و«الكاتب» وثيقاً ومنطقياً. «المصرى اليوم» تفتح صفحاتها كل أسبوع لكل قصيدة شعر مميزة، وكل نص أدبى متجدد، لن تنظر لاسم الكاتب أو مكانه، وإنما ستنظر للمحتوى الذى يحاول أن يطل به على قراء الجريدة.. لذلك فجميعكم مدعوون للتواصل معنا، كتاباً أو قراء، حتى يتحقق الهدف، ونصنع أسماءنا، كما صنعت الأجيال السابقة أسماءها. رئيس التحرير