أجمعت وسائل الإعلام الغربية، على «تورط» إسرائيل فى الهجوم على «أسطول الحرية»، وحذرت من آثار الهجوم السلبية على تل أبيب، خاصة فيما يتعلق بزيادة الضغوط لرفع الحصار عن قطاع غزة، فضلاً عن توتر العلاقات مع تركيا وأوروبا والولايات المتحدة. وصفت صحيفة «جارديان» البريطانية، الاعتداء، بأنه «كارثة»، وتساءلت عن العقبات الجديدة التى سيحدثها هذا الأمر فى التقدم «الصغير» الذى تم فى الشرق الأوسط بعد قتل النشطاء أثناء رحلتهم إلى غزة. وقالت الصحيفة فى تقرير لها: «إن الاعتراض الدموى من إسرائيل لأسطول الحرية، من شأنه أن يدفع باستمرار الحصار على قطاع غزة على نحو أكثر مأساوية، فضلاً عن الالتزام بزيادة الضغط لإنهائه حتى لو تم ذلك دون الاتصال المباشر مع حركة حماس المسيطرة على غزة. واعتبرت الصحيفة الحادث سيحرج مصر بشدة، خاصة أنها تحاصر القطاع من حدودها الجنوبية، وقالت إن القاهرة ربما تضطر إلى تسلم سفن المساعدات من ميناء شمال سيناء من العريش، فى ظل الانتقادات الداخلية والخارجية، التى تصور القاهرة بأنها «شريك» إسرائيل فى الجريمة. وقالت الصحيفة فى افتتاحيتها إن غزة انتقلت من مرحلة الحصار إلى «سفك الدماء»، وأن إسرائيل تزيد من وضعها كدولة منبوذة وسط جيرانها من خلال تصرفات قواتها المسلحة، ودعت الصحيفة حلف شمال الأطلسى إلى التحرك بسفنه الحربية نحو إسرائيل لمحاسبتها على ما فعلته مثلما تفعل لمواجهة القراصنة الصوماليين، والأسطول الذى ضربته إسرائيل لم يكن يحمل ما يهدد أمن إسرائيل مثلما زعم وزير الدفاع بنيامين نتنياهو، بأن قواته كانت تتصرف دفاعاً عن النفس. وقالت الصحيفة: «إن الجميع ينظر إلى مصر على أنها متواطئة فى الأمر لإغلاقها الحدود الجنوبية مع قطاع غزة وسط تصاعد المعارضة الشعبية لهذا الأمر»، وأضافت: «إن القاهرة غير مرحبة بالموقف المحرج الذى سببته لها إسرائيل فى ظل تزايد المطالب برفع الحصار المصرى عن القطاع الفلسطينى». واعتبرت مجلة «دير شبيجل» الألمانية، إسرائيل «وقعت فى الفخ» بارتكابها «مجزرة أسطول الحرية»، مشيرة إلى أن الهجوم أثار سخطاً دولياً واسعاً، وأنه بجوار الأثر الإنسانى السيئ لمثل تلك المجزرة، فإن هناك أثراً سياسياً أشد سوءا يتمثل فى توفير الحجج لمنتقدى إسرائيل حول العالم. وأضافت المجلة أنه حتى وإن كانت الادعاءات الإسرائيلية حول استخدام المتظاهرين للقوة صحيحة، إلا أن الرد الإسرائيلى كان مبالغاً فيه، وأن إسرائيل أخطأت بعدم إبدائها أى تعاطف مع ضحايا هجومها، بل ظلت على اتهامها لهم بالإرهاب، وأثارت غضب العالم فى الوقت الذى كان عليها أن تكسب تعاطفه. وقالت وكالة «أسوشيتد برس»: «إن الغارة الإسرائيلية على القوارب من شأنها أن تزيد العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية تعقيداً، وأن التحرك الإسرائيلى لا يضر فقط بالرغبة الأمريكية فى دفع عملية السلام للأمام، لكنه يؤثر بالسلب أيضاً على السعى الأمريكى لفرض المزيد من العقوبات على إيران لتشتت الانتباه عن طهران بالأفعال الإسرائيلية».