يبدو أن هذه اللافتة، التى اعتدنا وجودها معلقة على شجرة أو مكتوبة على لوحة خشبية ويجلس أمامها رجل فى انتظار رزقه من مهنة الوساطة فى العقارات، قد تواجه فى المستقبل خطر المنافسة من قبل الإنترنت، فالشبكة الإلكترونية بعد أن تدخلت فى غالبية مجالات الحياة والعمل الاقتصادى وصلت الآن إلى مجال السمسرة العقارية فى مصر مهددة عرش السمسار التقليدى بآخر إلكترونى. فبعيداً عن شركات السمسرة التى تمتلك مواقع إلكترونية فى تطوير لخدماتها ظهرت بعض المواقع على الشبكة الإلكترونية والمجموعات على الموقع الإلكترونى الشهير الFACE BOOK أنشأها أفراد لتلبية احتياجاتهم الشخصية التى تتمثل فى العثور على عقارات فى مصر ثم بدأت فى الانتشار لتشكل مجهوداً شخصياً يلبى احتياجاتهم دون ابتعادهم عن شاشة الكمبيوتر وينهى دور السمسار التقليدى من حياتهم، حيث يمكنك، على سبيل المثال، الآن بكل سهولة أن تدخل إلى موقع مثل cairo.craigslist.org ومنه إلى قسم الhousing لتجد هناك ضالتك العقارية التى تبحث عنها، كما يوجد على الface book العديد من المجموعات التى يتلاقى فيها الأعضاء لنفس الغرض مثل need a flat in cairo، find a flat & a flatmate in ،cairo، in cairo, Egypt? rent aflat ووصل الأمر إلى إنشاء بعض الأفراد مجموعة خاصة لبيع وحدة عقارية واحدة وليس كمكان لتجمع عارضى العقارات والباحثين عنها. ولم يتوقف الأمر هنا على البيع والشراء أو الإيجار فقط، حيث يقوم أعضاء تلك المجموعات والمواقع بالبحث عن شريك للغرفة أو للوحدة السكنية التى يقومون بالمعيشة فيها لمن لا يستطيعون تحمل تكلفة المعيشة فى الوحدة السكنية الخاصة بهم، كما يقوم البعض بالبحث عن نفس الفرصة. تتنوع العقارات المعروضة فى هذه المجموعات والمواقع من حيث المساحات والتجهيزات ونوع العقار نفسه والمكان الجغرافى الموجود به العقار، فمع اختلاف المساحات تختلف نسبة التشطيبات، وكون الشقة مفروشة أم لا، كما تختلف الوحدات من شقق عادية إلى شقق دوبلكس وفيلات وشاليهات فى المناطق الساحلية سواء تلك الموجودة فى مناطق سكنية عادية أو الموجودة فى مجمعات سكنية، وعلى الرغم من التنوع الجغرافى الموجود، فإن أغلب المعروض أو المطلوب يتركز فى القاهرة، وتحديداً مناطق وسط البلد والزمالك والمهندسين ومدينة نصر إلى جانب منطقتى الهرم وفيصل بمحافظة الجيزة والمعادى بمحافظة حلوان، ومحافظة السادس من أكتوبر. تعد الفئات الأكثر استفادة من هذه المواقع والمجموعات، على الرغم من التنوع الذى تحظى به، هى الفئات ذات المستوى الاقتصادى المرتفع نوعاً ما، والأجانب المقيمون بمصر سواء للعمل أو الدراسة لعدة أسباب أهمها أن المعروض للبيع أو الإيجار بها موجود بأماكن تتميز بارتفاع أسعار العقارات، كما أن الإيجار المفروش يتميز بتجهيزات عالية مثل الدش والميكروويف ووصلات الإنترنت والأثاث الراقى لتناسب الأجانب أو أصحاب الدخل المرتفع. ونظراً لأن التجربة لم تنجح حتى الآن فى الوصول إلى الفئات الاقتصادية الأقل فإن عملها يعتبر مكملاً لعمل السمسار التقليدى، ولكن السؤال الذى يطرح نفسه: هل يؤدى المزيد من التطور والوصول إلى الفئات الاجتماعية المختلفة إلى انتهاء الوسيط العقارى التقليدى؟ هذا ما سوف تجيب عنه الأيام.