من ينسى شعاع أول شرارة حب.. فلا أحد ينسى أول «حب» ولا أول «قلم» فى القسم ولا أول «قضية تموين» ولا أول «جائزة».. وأول جائزة حصلت عليها فى القصة القصيرة كانت خمسة جنيهات حضر من القاهرة لتسليمها إلىَّ الأساتذة «يوسف السباعى» و«ثروت أباظة» و«فتحى الإبيارى» والسيد الوزير المحافظ ولفيف من رجال الثقافة والأدب والفن، وجلست أستمع إلى عشرات الخطب وعيونى معلقة على المظروف الذى تتواجد بداخله «الخمسة جنيه»، وبعد منتصف الليل تمت عملية التسليم والتسلم بنجاح ونظر إلىَّ «يوسف السباعى» وابتسم وكأنه يخشى على من فتنة المال، فالمال له بريق وقد يتزاوج «المظروف» مع «السلطة» فيعم الفساد فى المنطقة التى أسكن فيها.. وقال لى «ثروت أباظة» (ألف مبروك) وبحسبة بسيطة اكتشفت أن «المبروك» الواحدة تقع على «بتعريفة» وبعد انتهاء الحفل، إلى غير رجعة، طلبت من بعض الأدباء توصيلى فنحن فى حصة ليل وربما أتعرض للسطو المسلح.. أما الجائزة الثانية فقد ارتفعت من بضعة جنيهات إلى بضع مئات مع الأساتذة «نجيب محفوظ» و«جمال الغيطانى» و«يوسف القعيد» ولفيف من رجال الثقافة والأدب والفن وكانت عن «أدب الحرب»، يومها قدموا لنا «عشاء» فتذكرت الشيخ «أمين» الذى كان يغنى «الحلزونة فين والموقف منين» وهى من أغانى «المواصلات» مثل الحنطور، فقد كان الرجل يشترط العشاء له ولأعضاء الفرقة وأولادهم من بعدهم مثل قانون «المعاشات».. أما الجائزة الثالثة فهى بضعة آلاف فى وجود الأستاذين «صفوت الشريف» و«على هاشم» ولفيف من رجال الثقافة والأدب والفن عن مقال «تخاريف»، وإذا استمر معدل «النمو» عندى كما هو فسوف أحصل على «نوبل» فى الأدب والأخلاق فى الألفية الثالثة ويصبح من حقى أن أركب الحنطور وأترشح، ويصبح من حقهم أن يسحبوا منى الجائزة زائد مصاريف الشحن.. لكن جائزتى الكبرى هى «أنت»، لذلك لن أفرط فيك أبداً ولا حتى فى جنيه واحد (حتى نكون واضحين من الآن).. والكتابة مسؤولية فأنت تكتب للقارئ وأيضاً لزملائك الذين «ينقشون» منك ما تكتبه والذين خلفتهم ونسيتهم على صفحات الصحف.. وهؤلاء يستحقون أن يشاركوك الجائزة تأخذ «النقود» وتعطيهم «المظروف».. اختلطت عندى صورة الجائزة الكبرى بلوحة العشاء الأخير، لذلك أسأل: ما رأيك فى الحكومة بعد أن أصبحت «مليونيرا»؟.. بصراحة من أيام «حلزونة» الشيخ أمين حتى «حنطور» سعد الصغير لم أعرف حكومة بهذا السوء ويجب عليها أن ترحل لكن بعد أن تسلمنى الجائزة. [email protected]