كشفت مصادر مطلعة في الفاتيكان، الخميس، أن «كاهنا فرنسيا انتحل صفة أسقف، أعطى معلومات خاطئة لوكالة (فيديس) الإرسالية الكاثوليكية، تتضمن مزاعم بتعرض المسيحيين في حمص للاضطهاد». وأفادت المصادر بأن الكاهن الكاثوليكي الفرنسي فيليب تورنيول دو كلو، المرتبط باليمين، قدم نفسه على أنه أرشمندريت كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، ووصف لوكالة الفاتيكان وضعا مأساويا يعيشه مسيحيو حمص. وتحدث الكاهن عن «تدمير كنائس واحتلالها من طرف المعارضين المسلحين، وعن مقتل كاهن وفرار الكثير من المسيحيين نتيجة تهديدات إسلاميين». وفي تعليقه على هذا التقرير، رأى نائب رئيس الأركان في الجيش السوري الحر العقيد عارف الحمود أن «حمص كانت وما زالت عنوانا للتآخي والتعايش الإسلامي المسيحي». وأكد لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، الصادرة صباح الجمعة، أن «ما ورد من معلومات على لسان هذا الكاهن هو بالتأكيد إحدى فبركات النظام السوري». وقال الحمود «يجب ألا ننسى أننا في حرب استخباراتية وعسكرية وكل شيء فيها يبدو مباحا، وهذا ما عمد إليه نظام بشار الأسد»، مذكرا بأن «حي الحميدية في حمص، الذي هو خليط إسلامي مسيحي، احتضن الثورة السورية منذ 18 أبريل 2011، وقدم لها كل الدعم، كما أن هناك عناصر مسيحية تقاتل في الجيش السوري الحر»، مؤكدا أن «حمص لا تضطهد المسيحيين كما يروج النظام، إنما هي تمثل الوجه الحقيقي للتلاقي الإسلامي المسيحي، وهي ترفض أي فرقة بينهما». إلى ذلك، أوضح قيادي بارز بالمعارضة السورية أن «هذا التقرير يتوافق مع ما حذرت منه المعارضة السورية، خصوصا المجلس الوطني مرات عدة، من أن النظام يخطط ويعمل على إثارة فتنة طائفية في سوريا». وأكد أن «النظام كان يخطط لتفجير سيارات مفخخة بدور العبادة وفي الكنائس لدفع المسيحيين إلى الهجرة من البلد، وقد أدى كشف هذه المعلومات إلى التراجع عن هذا المخطط، وما نشر في هذا التقرير خير دليل على أن هذا النظام هو من يقف وراء إثارة الفتن الطائفية والمذهبية في سوريا لتبرير بقائه في السلطة». وكانت مجلة «مسيحيو المتوسط» ومدونة «إل موندو دي أنيبال» المتخصصة في شؤون العالم العربي، اللتان نشرتا القصة، أكدتا أن «هذا الكاهن ليس أسقفا، لا بل إنه لم يكن في سوريا أصلا، وأن الفاتيكان نأى بنفسه عن هذه المعلومات الخاطئة أثناء اجتماع أعمال إغاثة الكنائس الشرقية، الذي انعقد الأسبوع الماضي في روما، وهذه المعلومات الخاطئة قد تكون مناورة من النظام السوري العلماني لدعم أقواله حول هجمات ينفذها إرهابيون يتلقون أسلحتهم من الإسلاميين ضد الشعب السوري، لا سيما الأقلية المسيحية التي ما زالت بأغلبيتها تؤيد النظام خوفا من المستقبل».