ياسيدى.. من أجل ثمانين من الحيتان لقيت حتفها عند مصب نهر لورانس الكندى فى المحيط الأطلسى مصابة بفشل كلوى انتابها من ملوثات وسموم صبها النهر فى الأطلسى- قامت كندا ولم تقعد إلا بعد تطهير النهر وتجريم وتحجيم وتلجيم كل قواعد إطلاق الملوثات والسموم فى عرض النهر!! وعموماً هذا ما فعلوه من أجل حماية الحيتان! فماذا فعلنا نحن بنيلنا من أجل سلامة الإنسان؟! وهنا أقول- وإن جاز لى القول- لو لم أكن مصرياً لوددت أن أكون حوتاً كندياً!! فها هو نيلنا وقد لوثناه ونيلناه بموسوعة من الملوثات والسموم، وقد تعذر وعز على التقنية المتاحة لنا فى محطات التنقية تحجيمها وتلجيمها، فتسربت من خلالها وتداعت على أجسادنا بأمراض عاجلة وآجلة، ومستعصية ومسرطنة ومزمنة ولم تكن بهذا المعدل فى سوالف الأزمنة!! يا سيدى.. نهر الراين فى ألمانيا من المقدسات وأى مساس بقدسيته وعذريته وحرمته وسيرته ومسيرته يعتبر من المحرمات.. إلا أنهم يستخدمون أحدث التقنيات فى محطات التنقية! فلديهم الكربون المشع، والأشعة فوق البنفسجية والتبادل الأيونى والأوزون.. أما نحن فمازالت محطات التنقية عندنا تتحاور مع مياه نيلنا من خلال أحواض الترسيب والشبة والكلور.. مع أن كل الأبحاث العلمية والطبية أجمعت، وأقرت على ما يكنه الكلور فى جعبته من مخاطر وأضرار تؤدى إلى إصابة الإنسان بالسرطان، وتصلب فى الشرايين والفشل الكلوى.. ناهيك عن انخفاض معدل كفاءة الكلور فى التنقية بالمقارنة بالأوزون، الأقل تكلفة، والأسهل استخداماً، والأكثر أمنا وأماناً. عميد مهندس متقاعد محمد محمود سلامة المندرة البحرية - الإسكندرية