يا سيدى.. وبعد أن تعدينا وتداعينا على مياه نيلنا بتداعيات تداعت علينا، وطافت حولنا بطائفة من الأمراض العاجلة والأجلة المستعصية والمسرطنة والمزمنة، التى لم تكن بهذا المعدل فى سوالف الأزمنة! وكيف لا؟! وقد نيلنا نيلنا ولوثناه بموسوعة من الملوثات الصناعية الميتالورجية والكيميائية، ناهيك عن الملوثات البيولوجية.. وقد عزّ على تكنولوجيا الشبة والكلور المستخدمة فى محطات التنقية لدينا التصدى لها، فمرت من خلالها مرور الكرام، وسكنت أجسادنا بأمراض لم تكن فى أسلافنا!! يا سيدى.. وطالما أنه وقد تعسر علينا تطهيره.. وتعذر علينا تحجيم وتلجيم وتقليم كل مقومات تلويثه وتعكيره.. فهل آن الأوان أن نستخلص ونستسقى مياهنا من بحيرة ناصر، التى وما زلت حتى الآن وبكل المعايير أسلم وأنقى وأطهر وأجدى وأنفع من مياه النيل!، وذلك من أجل مصلحة البلاد وسلامة وصحة العباد.. وحتى لا تكون مياه الشرب المصرية من المحظورات على الخريطة السياحية العالمية!! يا سيدى.. وحيث أن مياه الشرب عنصر من عناصر حياة الإنسان، ومن ثم يجب علينا إن تراعى وأن تصان ولا تمتهن ولا تُهان.. فها هى ألمانيا ومع أن نهر الراين لديها من المقدسات، والمساس به من المحرمات، ومع ذلك استخدمت أحدث التقنية فى محطات التنقية فقد استبدلت الكلور بالأوزون ومعه الأشعة فوق البنفسجية والكربون المشع والتبادل الأيونى.. تلجيماً وتحجيماً للملوثات والسموم ومنعها من العبور.. أما نحن فما زلنا نستخدم الشبة والكلور!! عميد مهندس متقاعد/ محمد محمود سلامة الإسكندرية - المندرة البحرية