يا سيدى.. وحيث إن المياه هى سر الحياة والوجود، فقد عز وحز على رسولنا الكريم أن يكون أمرها تحت سيطرة اليهود. ومن هنا فعندما تشرفت المدينةالمنورة بقدوم سيد الأبرار. ووجد أهلها يستمدون مياههم من إحدى الآبار المملوكة لأحد يهود المدينة ويدعى «رومة» قام بمناشدة المقربين من المهاجرين والأنصار شراء البئر أمنا وتأمينا لأهل الديار!!.. ولبى عثمان بن عفان رضى الله عنه وأرضاه نداء رسول الله واشترى البئر، وطوى بذلك صفحة سيطرة اليهود على المياه!! يا سيدى.. أما يهود اليوم، فقد رصدوا نيلنا لاستغلال مياهنا وهم مازالوا فى شتاتهم وقبل إشهار وإعلان كيانهم.. ففى عام 1903 طرق «هرتزل» أبواب القاهرة لمقابلة المندوب السامى البريطانى، إلا أن حاجة الحكومة البريطانية إلى الأقطان المصرية بددت حلمهم وخيبت ظنهم!.. وبمرور الأعوام وبعد تطبيع العلاقات بيننا وبينهم واستكمالاً لمسيرة كبيرهم طافوا حول نيلنا ومياهنا بطائفة من المشروعات لضخ مياهنا إلى ديارهم نستدعى منها مشروع «اليشع كالى» ومشروع «شاؤول» ومشروع «ترعة السلام».. إلا أن الحكومة المصرية أضلت سعيهم.. فخرج من صلبهم من نادى بتدمير السد العالى الدرع الواقى المائى لنا!! يا سيدى.. ومن أجل تقزيم وتهميش وتركيع البلاد، وترويع وتجويع وتعطيش العباد.. وبعد أن أغلقت الحكومة المصرية الأبواب فى وجههم.. طرقوا أبواب دول حوض النيل بالمعونات والمساعدات فى شتى المجالات وذلك من خلال «الموشاف» وهو مركز التعاون الدولى فى وزارة الخارجية، والمسؤول عن تصميم وتنفيذ سياسة التعاون مع الدول الأفريقية وأبرز الأنشطة فى مسيرته تشييد السدود والجسور على المجارى المائية، وتأسيس غرف للتجارة الأفريقية الإسرائيلية، وتقديم الدعم الفنى والمادى والأمنى فى مجالات الزراعة والصحة والتعليم والتنمية الاقتصادية.. ولذلك خرجت قمة «عنتيبى» بتوصيات وقرارات حصدت إسرائيل ثمارها، وحققت بها أهدافها، وجنينا نحن مرها وأشواكها وآثارها، وهزت كفة الميزان المائى لنا!! يا سيدى.. هل آن الأوان للكوادر المصرية المعنية أن تعيد ترتيب أوراقها وتحتضن الدول الأفريقية كما كانت فى سابق عهدها؟.. سنرى!! عميد مهندس متقاعد.. محمد محمود سلامة المندرة البحرية/ الإسكندرية