6 سنوات لم تفارق الدموع عينيه، ولم يعد لديه موضوع أهم من البحث عنها: ليست ابنته أو زوجته وإنما «تمثالته» – على حد وصفه - فلأن التمثال على شكل أمرأة، اطلق عليه النحات مجدى صابر «التمثالة». منذ 20 عاما عمل مجدى بالنحت فى ورشته فى أسيوط، وتمنى أن يصبح مثل محمود مختار: «بحاول من عشرين سنة أثبت نفسى، وأخيرا الوزارة حست بيّا ويا ريتها ما حست». عام 2004 بالنسبة ل«مجدى» كان عاما مشؤوما فكلما تذكره يبكى ويحكى قصة تمثالته المفقودة: «فى السنة دى جالى موظف من الوزارة وقاللى الوزارة عاوزة تعملك معرض وعملولى منشورات عليها اسمى وصور تماثيلى حيث اشتركت ب21 تمثالا». فرح مجدى بمعرضه وصوّرته القناة السابعة فى التليفزيون المصرى وشعر أنه بدأ فى تحقيق حلمه، حتى أنه فكر فى عمل متحف: «كان نفسى أعمل متحف بس خلاص رجعت فى كلامى، بعد اللى حصل بقيت خايف على شغلى». فمن بين ال21 تمثالا المعروضة كانت «تمثالته»، وهى عبارة عن تمثال طوله 90 سنتيمتراً على شكل امرأة ترفع يديها ولديها جناحان، ولكن للأسف فُقد هذا التمثال قبل انتهاء المعرض: «بدأ المعرض فى بنى سويف ورحت افتتاحه واتأكدت من وجود التماثيل، لكن بعدها رجعت أسيوط وعرفت أن المعرض راح الفيوم وبعدها بنها، لكن دون وجودى فلم يبلغونى إلا بعد انتقال المعرض.. وبعد انتهائه فوجئت بعودة 20 تمثالا فقط، دون (التمثالة) وهى أهمها». ذهب مجدى إلى الفيوم ليبحث عن «تمثالته» وهناك اكتشف شيئا جديدا: «لما رحت أدور عليها فى الفيوم ورحت لمكتب الوزارة هناك قالولى إن المعرض أصلا مكنش باسمى.. هما سرقوا تمثالى وودوه أمريكا.. أنا متأكد». ويواصل: «رفعت قضية وطبعا دخت السبع دوخات.. ولما زهقت قلت اسحب صورة من الحكم ولقيت مفاجأة أكبر من كل اللى عدى علىّ.. لقيت أن المحضر معمول على إنه سرقة موبايل مش تمثال.. يعنى تمثالى اللى قعدت أنحت فيه سنين بقى موبايل بقدرة قادر»! ترك مجدى تفرغه للنحت وبدأ يتفرغ لشىء جديد، وهو البحث عن تمثاله فصور نفسه فى فيديو وهو يبكى تمثالته المفقودة، ويعرض رسوماته التى رسمها حزنا على التمثال، ونسخ هذا الفيديو على 150 أسطوانة، وزعها على مختلف الجهات: «وزعت الأسطوانة على القنوات والجرايد والوزارات وقدمت شكاوى ولسه التمثالة ماجتش.. أنا متأكد أنها فى أمريكا.. وأنا مش هسكت إلا لما ارجعها.. حتى المتحف اللى كنت هعمله مش هعمله لأنى خايف كل اللى يعجبه تمثال يسرقه».