يوما ما قال شاعر المهجر جبران خليل جبران: «ما أظلم من يعطيك من جيبه ليأخذ من قلبك» ونحن نضيف هذا اليوم أن «الأكثر ظلما هو من يعطيك من قلبه ليأخذ من جيبك» فهناك أشياء من العيب أن تنزل إلى السوق لتباع وتشترى وهذا ما سألنا عنه فنانة وشاعر وناقد.. فماذا قالوا. الفنانة سيمون: أبيع من يغدر بى على المستوى الإنسانى.. لا أذكر أننى اضطررت لبيع شخص ما أو التفريط فى علاقة إنسانية فى حياتى، لأننى مادمت اشتريت منذ البداية، فلا أبيع إلا فى حالة واحدة وهى الغدر والخداع، فقد احتمل أمورا صعبة لا يتقبلها كثيرون، لكن عند الغدر لا أستطع احتمال الابقاء على علاقة بمن ارتكب فى حقى هذه الحماقة، وأرجو من الله دائما ألا أمر بتجربة غدر، أما اختياراتى المادية فأنا اعتبرها موفقة جدا لذلك لا أفرط فى شىء اخترته أو اشتريته بمحض إرادتى. أحرص دائما على شراء الشىء اللى «ثمنه فيه» لأنها أشياء تعيش معايا وأظن أن هذا تفكير اقتصادى جدا، فلو الناس اختارت صح هتوفر كتير على نفسها، إلى جانب ذلك فأنا أحب أشيائى جدا ولازلت احتفظ بأول سيارة اشتريتها من مالى ولا أريد التفريط فيها بأى ثمن. الشاعر عمر بطيشة: بحب اشترى نفسى تخلصت من علاقات كثيرة خلال رحلة حياتى خاصة تلك العلاقات التى نسجتها أثناء مرحلة الشباب بسبب قلة الخبرة، التى عرضتنى لصدمات مع أشخاص كان من المفترض أنهم أصدقاء لى، عندها قررت بيعهم، هذا الأمر جعلنى أحيد مشاعرى بعد ذلك، ولا أنتظر من الآخر مردودا، فاذا كان الشخص ذا أخلاق وطيباً «كان بها « واذا لم يكن لن يصدمنى ذلك، فهى ليست نظرة حادة أو تشاؤمية ولكنها نظرة تتفق مع المناخ الذى نعيش فيه الآن.. ولم يعرف البيع طريقا لمبادئى إطلاقا طوال مشوار حياتى وخلال رحلة عملى الدقيقة، بل اشتريتها وآثرتها على كل شىء، وهذا ما خلق لى سمعة طيبة داخل الوسط الإعلامى والفنى، وأذكر أنه عندما كنت أقدم برنامج شاهد على العصر وطلب منى رئيسى فى العمل أن استضيف مسؤولا ما رفضت، ولكنه حاول إقناعى، فقلت لنفسى (اشترى نفسك) وقبلت وأنا مضطر لأنه تكليف، لكنى نفذت الحلقة بشكل مهنى عال والمفارقة أن الحلقة نجحت جداً. الناقد محمد بدوى: اشتريت أكثر مما بعت «اشتريت أكثر مما بعت» بهذه العبارة بدأ الناقد محمد بدوى حديثه عن حكاياته مع البيع والشراء، وقال: اشتريت نفسى كثيراً، بدءا من تمردى على والدى الذى كان يمنعنى من القراءة ويراها «عطلة» لى وكنت أصر أنا عليها، واشتريت نفسى فى كتاباتى لأننى أكتب ما أريده وما أشعر به فقط، واشتريت نفسى فى تجارب عاطفية كثيرة، حكمتها عقيدة التملك من الطرف الآخر ولم تتفق مشاريع كل منا فى مشروع واحد فعندها اشتريت نفسى وأنهيتها».