خرجت 15 ألف عاملة أمريكية – يعملن فى قطاع النسيج - يوم 8 مارس عام 1908 بمسيرة فى مدينة نيويوركالأمريكية، يطالبن بخفض ساعات العمل ورفع المعاش، ووقف تشغيل الأطفال، وحق الاقتراع. وكان شعارهن خلال التظاهرة «خبز وورود».. وفى عام 1910 سافر وفد نسائى أمريكى للمؤتمر الثانى للنساء الديمقراطيات الاشتراكيات فى كوبنهاجن عاصمة الدنمارك؛ حيث اقترح تكريس يوم المرأة العالمى، وكان الجو مهيأ لإعلان يوم 8 مارس من كل عام «يوم المرأة العالمى» وبقى هذا التاريخ رمزاً ل«نضال المرأة». ولم تكن المرأة هى فقط المستهدفة بالسيطرة أو التى تعامل بازدراء على مدى التاريخ لكن كل من كان على شاكلتها من فئات ضعيفة ومهمشة: الفقراء، العبيد، المرضى والأطفال. ومع التغيرات الحضارية دفعت الرأسمالية بالمرأة إلى العمل خارج المنزل لتصبح لأول مرة فى التاريخ شريكاً فى منظومة العمل بأجر.. وترتب على ذلك تحولات اقتصادية واجتماعية كبيرة أنكرها بعض الرجال طويلا ومازال ينكر بعضها حتى الآن. إذ لم تعد القوة الجسدية والتفوق العضلى ميزة، فزاد ذلك من الاعتماد على المرأة فى سوق العمل خاصة مع زيادة الأسواق التى تم إغراقها بسلع استهلاكية لا حصر لها، وتوسيع دائرة الإنتاج لأزمة توسيع دائرة القادرين على الشراء، ولأول مرة يتم الانتباه إلى أن المرأة من الفئات الأكثر استهلاكا. وبدأ التعامل مع قضاياها باعتبارها قضايا جاذبة لتعاطف الرأى العام الذى تغيرت توجهاته. وفى مصر، لم تبدأ خطوات تحرر المرأة من جانب المرأة ولكن من جانب الرجال.. إذ يعد قاسم أمين أول من جعل من قضية تحرر المرأة شغله الشاغل رغم أنه قد سبقه إلى ذلك فى بعض كتاباتهم من أمثال أحمد فارس الشدياق فى صحيفة «الجوائب» قبل أن يولد قاسم أمين وتقريب الفروق بين حق المرأة وحق الرجل فى التعليم موجود فى مداولات «لجنة تنظيم التعليم» التى كان رفاعة الطهطاوى عضوا فيها كتب قاسم أمين «تحرير المرأة» 1899 ثم المرأة الجديدة، عام 1901 ودعا فيهما لسفور المرأة وخروجها من عزلتها واختلاطها والمطالبة بحقوقها ومنها السياسية، كما كانت له آراء متقدمة فى تعدد الزواج والطلاق. كانت هناك إرهاصات كثيرة تظهر بداية جديدة للمرأة فى مصر توجت بمشاركتها فى ثورة 1919 وجاءت ثورة يوليو عام 52 لتؤكد حقوقها الأساسية فى التعليم والعمل والمشاركة السياسية بإعطائها حق الانتخاب. وفى خضم استهلاك المرأة وتسليعها نسيت المرأة العاملة شعارها الأول «الخبز والورود» فليس بالخبز وحده يعيش الإنسان، صحيح أنه مازالت هناك بقايا مجتمعية للتمييز ضد المرأة لكن هناك تهاون من جانب المرأة على الاحتفاظ بدورها التاريخى كأم ترعى.. وزوجة تسامح.. فلننتبه لذلك قبل أن تتحول المرأة هى الأخرى لسلطة.. كل عام وكل امرأة بخير تحمل فى يد سنبلة قمح وفى الأخرى زنبقة.