اليمن: «التوافقي» هو الحل لمنع الحرب الأهلية.. وجدل حول «الخلل الإجرائي»

بدأت الانتخابات الرئاسية في اليمن بالفعل، في وقت مازال فيه الجدل مستمرا حول قانونية هذا الاقتراع بالشكل الجاري، ومدى صحة تسميته «انتخابات» في ظل ما يشهده من انعدام وجود أي منافس أمام المرشح «التوافقي» عبد ربه منصور هادي.
وانتقد الكاتب الصحفي في جريدة «الثوري» اليمنية، فتحي أبو النصر، ما وصفه ب «الخلل الإجرائي بإطلاق اسم انتخابات على ما يحدث»، مشيرا إلى أنه تم إكراه الجميع على هذا الوضع، بإجراء عملية غير تنافسية لاختيار مرشح وحيد، وذلك حفاظا على سلامة البلد ومؤسساته وطي صفحة العنف.
وقال ل«المصري اليوم» إن الهدف من الانتخابات هو إعطاء شرعية شعبية لهادي، مشيرا إلى أنه كان يتمنى وجود منافسين في هذه الانتخابات، لكن خصوصية الوضع اليمني والرغبة في إبعاد شبح الحرب الأهلية جعل الجميع يتفقون على اختيار مرشح واحد لفترة انتقالية.
وأضاف أن الثوار كانت لديهم حالة من «الرومانسية الثورية»، وكانوا يتوقعون إمكانية إسقاط النظام كما حدث في مصر وتونس، لكن الوضع في اليمن مختلف، لعدم وجود جيش موحد، وانتشار السلاح بين السكان.
من جانبه، قال المستشار السياسي لرئيس الجمهورية والنائب الثاني في حزب «المؤتمر الشعبي العام»، عبد الكريم الإرياني، في مؤتمر صحفي الثلاثاء، إن اختيار رئيس توافقي هدفه القفز على التنافس الحزبي، من خلال التفاف جميع الأحزاب والقوى السياسية حول مرشح واحد، لتقديم تجربة فريدة من نوعها ونموذج يحتذى به في العالم لنقل السلطة بشكل سلمي.
وتوقع الإرياني أن يعود الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، إلى اليمن قريبا للمشاركة في تنصيب منصور هادي رئيسا للجمهورية.
بدوره، قال رئيس المجلس الأعلى لأحزاب «اللقاء المشترك» عبد الوهاب الآنسي: «اخترنا الحل السلمي والعمل كفريق واحد بعيدا عن الانتماءات الحزبية، والالتفاف خلف مرشح واحد، ومن حق أي شخص مقاطعة الانتخابات، على أن يكون ذلك بشكل سلمي بعيدا عن الطائفية والعنف والمذهبية».
وأوضح الآنسي أن الأساس في العملية هو نقل السلطة بشكل سلمي، ولا يهم عدد الأصوات أو عدد المعارضين والمؤيدين، لأن الهدف هو دعم المرشح التوافقي لقيادة البلاد في المرحلة الانتقالية.
وقال رئيس حزب «الحق»، حسن زيد، إن الهدف من اختيار مرشح واحد توافقي هو حقن الدماء، والابتعاد عن شبح الحرب الأهلية، وعدم إتاحة الفرصة أمام مرشحين آخرين لاستغلال السخط العام، وإعادة البلاد إلى مربع العنف.
وأكد أنه كان يتمنى أن تكون هناك انتخابات حقيقية تنافسية، لكن خصوصية الوضع اليمني لم تسمح بذلك في المرحلة الانتقالية، خاصة بعد عام من الاقتتال بين الأطراف المختلفة، فكان لابد لجميع القوى السياسية أن تتحد خلف مرشح واحد.