وضع اليمن اللمسة الاخيرة لخروج الرئيس علي عبد الله صالح من السلطة اليوم الثلاثاء بالتصويت على انتخاب نائبه لقيادة البلاد بعيدا عن الانزلاق الى حرب اهلية. ووصف نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي وهو المرشح الوحيد والتوافقي الانتخابات بأنها الطريق للمضي قدما بعد شهور من الاحتجاجات على حكم صالح الذي استمر 33 عاما لكن ابناء الرئيس وابناء اخوته ما زالوا يسيطرون على وحدات اساسية في الجيش واجهزة الامن. وقال هادي في مركز اقتراع بعدما ادلى بصوته ان الانتخابات هي الطريق الوحيد من أجل الخروج من الازمة والظروف الصعبة التي عصفت بالبلاد منذ مطلع العام الماضي. واصطف الناخبون في طوابير طويلة في وقت مبكر صباح اليوم الثلاثاء خارج مراكز الاقتراع في العاصمة صنعاء وسط اجراءات امنية مشددة بعد انفجار وقع في مركز تصويت في مدينة عدن الساحلية الجنوبية عشية التصويت. وغمس الناخبون اصابع الابهام في الحبر ووضعوا علامة على اختيارهم في ورقة اقتراع تحمل صورة لهادي وخريطة لليمن بألوان قوس قزح. وسيكون الاقبال الكبير حيويا لاعطاء هادي الشرعية التي يحتاجها لتنفيذ التغييرات الواردة في اتفاق لنقل السلطة توسط فيه الجيران الخليجيون لليمن ومنها وضع دستور جديد واعادة هيكلة القوات المسلحة التي يشغل اقارب صالح مراكز اساسية فيها. وقال مسؤول من اللجنة الامنية للانتخابات ان نسبة الاقبال بلغت حوالي 80 % لكن النتائج النهائية لن تعرف قبل يومين او ثلاثة ايام. وتلقى الانتخابات دعما من الولاياتالمتحدة وجيران اليمن الاغنياء بقيادة السعودية الذين رعوا اتفاق السلام المبرم في نوفمبر وسلم صالح بموجبه السلطة الى هادي. لكن الانتخابات لن تحسم مواجهة عسكرية قائمة بين أقارب صالح ولواء منشق ومسلحين موالين لشيوخ قبائل. ولم يتضح المسؤول عن اعمال العنف امس الاثنين. لكن الانفصاليين يطالبون بفك الارتباط بالشمال الذي خاضوا معه حربا اهلية في 1994 بعد وحدة سياسية رسمية في 1990 . وبدت شوارع مدينة عدن الجنوبية شبه خالية وأمكن سماع اطلاق نار متقطع. وقال سكان ان رجالا مسلحين هاجموا مراكز اقتراع في المنصورة وخور مكسر في منطقة عدن وقت الفجر. وتواجه الحكومة المؤقتة ازمة مالية وانسانية وطلبت مساعدات دولية بمليارات الدولارات لتجنب الانهيار في دولة تسبب الاضطراب بها في شلل شبه كامل لصادرات النفط المتواضعة التي تمول واردات المواد الغذائية.