توفي رئيس وزراء كينيا الأسبق رايلا أودينجا في مدينة كوتشي الهندية عن عمر ناهز 80 عامًا، وأفادت تقارير إعلامية بأنه فارق الحياة أثناء تلقيه العلاج في بلدة كووثاتوكولام، بعد أن تعرض لأزمة قلبية خلال نزهة صباحية، وفق صحيفة «كيرالا كاومودي» الهندية. كان«أودينجا» ابن جراموجي أوجينجا أودينجا، نائب الرئيس الكيني الأول في عهد جومو كينياتا، كما أنه يعتبر من الطبقة السياسية الرفيعة في كينيا، وكان يحظى بشعبية كبيرة بين أنصاره الذين استجابوا لدعوته للتظاهر عند اتهامه بوجود تزوير في الانتخابات، وفق «بلومبرج». ووفق وسائل إعلام عالمية، أدت النزاعات الانتخابية المتكررة إلى توترات وعنف عرقي، لا سيما في 2008، حين سقط أكثر من 1.100 شخص واضطر حوالي 350 ألفًا آخرين لترك منازلهم. وتدخلت الأممالمتحدة والرئيس الجنوب إفريقي السابق ثابو إمبيكي للتوصل إلى هدنة، أسفرت عن تعيين أودينجا رئيسًا للوزراء في حكومة ائتلافية بقيادة الرئيس مواي كيباكي. وخسر أودينجا محاولته الخامسة للرئاسة بفارق ضئيل أمام ويليام روتو في 2022، وأكدت المحكمة العليا نتيجة الانتخابات، لكن أودينجا قال إنه يمتلك أدلة على التلاعب بالنتائج ودعا لسلسلة احتجاجات ضد النتيجة وارتفاع تكاليف المعيشة، ما أسفر عن وفاة عشرات الأشخاص. واتفق الرجلان لاحقًا على التعاون، وتم تعيين أعضاء من حزب أودينجا في الحكومة ومناصب وزارية. من هو رئيس وزراء كينيا أودينجا؟ ولد أودينجا في 7 يناير 1945 في بلدة ماسينو غربي كينيا، وقبل دخوله معترك السياسة، درس الهندسة في ألمانيا، ودرّس في جامعة نيروبي، وأسّس شركته الخاصة. اعتُقل في 1982 بتهمة المشاركة في محاولة انقلاب قادها ضباط سلاح الجو للإطاحة بالرئيس دانيال آراپ موي، وقضى 6 سنوات في السجن دون محاكمة، وتم احتجازه مرتين بعد الإفراج عنه، وانتهى سجنه الأخير في 1991، نفس العام الذي عدلت فيه كينيا دستورها للسماح بتعدد الأحزاب. شارك أودينجا في تأسيس منتدى الديمقراطية وانتخب نائبًا عن دائرة لانجاتا بالعاصمة نيروبي في انتخابات 1992. ترشح أول مرة للرئاسة في 1997 كمرشح لحزب «التنمية الوطنية». وبعد 4 سنوات، دمج حزبه مع حزب «الاتحاد الوطني الكيني»، وانتُخب أمينًا عامًا للحزب وعُين وزيراً للطاقة. انفصل أودينجا عن الحزب في 2002 بعد دعم موي لأوهورو كينياتا كخليفة له، وتحالف مع كيباكي، الذي خاض حملته الرئاسية الثالثة، وفاز ائتلافهما، تحالف «القوس القومي»، بالانتخابات، منهياً حكم كانو المستمر لأربعين عامًا. ورشّحه حزب «الحركة الديمقراطية البرتقالية» للرئاسة في 2007، وفاز الحزب ب99 مقعداً في البرلمان مقابل 43 لمنافسه حزب كيباكي، لكن النتائج الرسمية أظهرت فوز كيباكي، ما أدى إلى احتجاجات عنيفة منعت أودينجا من تولي السلطة واضطر للقبول بمنصب رئيس الوزراء ل5 سنوات. عيّن كيباكي أودينجا وزيراً للطرق والأشغال العامة، لكنهما اختلفا في 2004 بعد اتهام أودينجا للرئيس بخرق اتفاق تقاسم السلطة. خسر أودينجا الانتخابات الرئاسية أمام أوهورو كينياتا في 2013 و2017، حيث ألغت المحكمة العليا نتائج انتخابات 2017 بسبب مخالفات واسعة، ثم قاطع الإعادة معللاً أن الظروف لم تكن ناضجة لمنافسة عادلة. وتوافق الرجلان لاحقاً، ودعم كينياتا ترشح أودينجا في 2022، لكنه خسر أمام روتو في الجولة الأولى رغم الطعون القانونية والاحتجاجات. وفي فبراير 2025، ترشح أودينجا لرئاسة الجهاز التنفيذي للاتحاد الإفريقي، لكنه خسر أمام محمود على يوسف من جيبوتي.