قال عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجية، أن صور الأقمار الصناعية أظهرت بتاريخ 10 أكتوبر أن جميع بوابات المفيض في سد النهضة مغلقة بالكامل، ما أدى إلى تراجع كبير في معدلات التصريف المائي لتصبح أقل مما كانت عليه قبل افتتاح السد في 9 نوفمبر الماضي. ووفقًا لبيانات وزارة الزراعة والري السودانية، فقد انخفض التصريف المائي في 8 أكتوبر إلى نحو 135 مليون متر مكعبيوميًا، بينما يُقدّر الإيراد الحالي بأقل من 50 مليون متر مكعب فقط، في ظل ظهور دوامات مائية خفيفة لا تكفي لتشغيل توربين واحد، مما يعني ذلك أن جزءًا من مياه الأمطار التي تصل إلى نحو 250 مليون متر مكعب يُعاد تخزينه حاليًا،بحسب ما نشره شراقي عبر صفحته على موقع «فيسبوك». وأشار شراقي إلى أنه منذ إعادة افتتاح السد، تراوحت كميات التصريف اليومية بين 500 و750 مليون متر مكعب خلال فترة الفيضان التي شهدتها الخرطوم بين 23 سبتمبر و1 أكتوبر، قبل أن تبدأ معدلات التصريف في الانخفاض تدريجيًا، من 400 مليون متر مكعب يوميًا في 1 أكتوبر إلى أقل من 50 مليون متر مكعب فقط اليوم. وما يزال الغموض يحيط بعملية تشغيل التوربينات، وسط مؤشرات واضحة على استمرار الارتباك في إدارة السد وتشغيله، ويُعد السودان المتضرر الأكبر من هذا الوضع، إذ يتحمل تبعات الأخطاء التشغيلية المستمرة. وتابع شراقي من الضروري تصريف كميات الأمطار الحالية بالكامل سواء عبر تشغيل التوربينات أو بفتح إحدى بوابات المفيض العلوية، لتجنب امتلاء الخزان بالكامل مع نهاية أكتوبر، وتشير التوقعات إلى أن معدل الأمطار في حوض النيل الأزرق سينخفض تدريجيًا ليصل إلى نحو 150 مليون متر مكعب يوميًا بنهاية الشهر، ثم إلى 50 مليون متر مكعب فقط بنهاية نوفمبر. وأوضح، يواصل السد العالي في مصر استقبال الإيرادات المائية بكفاءة عالية، حيث يتم التخزين بصورة منتظمة، فيما لا يزال مفيض توشكى مغلقًا.