قصف غزة مستمر رغم الاتفاق على خطة ترامب والمدنيون يدفعون الثمن

انفجارات عنيفة تهز أحياء مدينة غزة، فيما تواصل الطائرات الإسرائيلية شن غارات جوية ومدفعية على مناطق سكنية مكتظة بالسكان، رغم خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار، ورد حركة حماس على المقترح.
نفذت إسرائيل عشرات الغارات منذ فجر اليوم، مستهدفة أحياء مدينة غزة ومناطق أخرى في القطاع، ما أسفر عن استشهاد 19 فلسطينياً وإصابة العشرات، بينهم أطفال ونساء. ورغم مطالبة ترامب لإسرائيل بإيقاف القصف فورًا، لا تزال آلة الحرب مستمرة، مع استمرار التحذيرات للمدنيين بعدم العودة إلى مناطقهم في شمال القطاع.
القصف لا يتوقف رغم الاتفاق
على الرغم من إعلان حماس موافقتها على خطة ترامب، استمرت قوات الاحتلال في قصف القطاع، مما يثير تساؤلات حول نية إسرائيل في تنفيذ الاتفاقات. وقد وصف الدفاع المدني الفلسطيني القصف بأنه "جنوني"، مشيرًا إلى تدمير أكثر من 20 منزلًا ومبنى في غزة خلال الليلة الماضية.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية عن استشهاد 29 شخصًا منذ فجر اليوم، جراء الغارات الجوية والمدفعية التي استهدفت مناطق متفرقة من القطاع، بما في ذلك مدينة غزة وخان يونس. وقد وصلت جثامين الشهداء إلى مستشفيات الشفاء والأهلي العربي والمعمداني وناصر والأقصى. كما أفادت المصادر بانتشال جثامين خمسة شهداء من تحت أنقاض منزلٍ استُهدف ليلة أمس في الجهة الغربية للمدينة.
حصيلة القصف: شهداء ومصابون في كل زاوية
* حي التفاح شرق غزة: استشهد 6 فلسطينيين بينهم طفلان، وأصيب آخرون في غارتين.
* منطقة اللبابيدي غرب المدينة: استشهد شخص وأصيب آخرون بنيران مسيّرة.
* مستشفى الشفاء ومخيم الشاطئ: انتشال جثامين 8 شهداء جراء غارات ليلية.
* خان يونس جنوب القطاع: استشهاد طفلين وإصابة آخرين في قصف مسيّر على خيم نازحين.
وأفادت مصادر طبية أن القصف لم يتوقف طوال الليل، ورغم انخفاض شدته مؤقتًا صباح اليوم، عادت الطائرات الإسرائيلية لضرب الأحياء السكنية مع حلول المساء.
رد حماس على خطة ترامب
أعلنت حركة حماس، مساء الجمعة، عن تسليم ردها الرسمي على خطة الرئيس الأمريكي للسلام في قطاع غزة. وأوضحت الحركة أنها توافق على الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين، سواء أحياء أو جثامين، وفقًا لصيغة التبادل الواردة في المقترح. كما أبدت استعدادها لتسليم إدارة القطاع إلى هيئة فلسطينية من المستقلين بناءً على توافق وطني فلسطيني. ومع ذلك، أكدت حماس أن القضايا الأخرى المتعلقة بمستقبل القطاع وحقوق الشعب الفلسطيني ستناقش من خلال إطار وطني جامع يستند إلى القوانين والقرارات الدولية ذات الصلة.
وقالت الحركة في بيان رسمي:
"نقدر الجهود العربية والإسلامية والدولية، وجهود الرئيس الأميركي الرامية إلى وقف الحرب على قطاع غزة وتبادل الأسرى وإدخال المساعدات فورا، ورفض احتلال القطاع أو تهجير سكانه".
لكن الرد الإنساني على الأرض لم ينعكس على التهدئة، فالمدنيون لا يزالون يعيشون تحت وطأة القصف المستمر، ونزح مئات الآلاف منهم فرارًا من مناطقهم.
دعوات وقف النار والتحديات أمام الاتفاق
أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعوات صريحة لإسرائيل بوقف القصف فورًا، وقال في منشور على "تروث سوشيال": "على إسرائيل أن توقف القصف فورا، وخطة السلام جاهزة للتنفيذ".
لكن الجيش الإسرائيلي أكد عبر المتحدث أفيخاي أدرعي أن شمال غزة لا يزال منطقة قتال خطرة، محذرًا السكان من العودة إلى منازلهم، في حين تستمر الغارات على المدنيين والنازحين.
الواقع الإنساني في غزة .. المدنيون يدفعون الثمن
مع استمرار القصف، يعيش المدنيون في غزة حالة من الرعب والتهجير القسري، حيث نزح أكثر من نصف مليون فلسطيني هربًا من الدمار، فيما تصاعدت الحصيلة الكاملة للعدوان بحسب وزارة الصحة الفلسطينية إلى:
* 67 ألف و74 شهيدًا
* 169 ألف و430 مصابًا منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023