الفقراء يتبرعون أكثر ومصر تتفوق على أمريكا.. المصري اليوم تحلل تقرير العطاء العالمي

كشف تقرير العطاء العالمي للعام الماضي 2024، عن ترتيب دول العالم الأكثر والأقل تبرعًا من نسبة الدخل، والذي احتلت فيه مصر المرتبة الثانية عالميًا ب 4.5 مليار دولار من أصل 1.5 تريليون دولار سنويًا، بمتوسط 2.45% من دخل الفرد، ومن الملاحظ أن دول العالم الثالث - النامية - من الأكثر تبرعًا من غيرها.
يصدر تقرير العطاء العالمي عن مؤسسة الأعمال الخيرية الدولية (CAF) البريطانية لمساعدة المنظمات الاجتماعية والذي - التقرير - يعتمد على النسبة المئوية للمتبرع من إجمالي الدخل كمعيار مصنف للعطاء.
وفي هذا السياق، يقارن قسم صحافة البيانات بجريدة المصري اليوم بين الدول الأكثر تبرعًا من نسبة الدخل والتي طغى عليها الدول ذات الدخل المتوسط، والدول الأغنى، مستندً في ذلك إلى تقرير العطاء العالمي، والبنك الدولي.
الفقراء يتبرعون أكثر والأغنياء الأقل
لم يعرقل الفقر الدور الإنساني للدول منخفضة الدخل، بل جعلها الأكثر تبرعًا من غيرها، بمتوسط 1.45%، والتي في مقدمتها دول أوغندا ب 2.04% من الدخل، ملاوي ب 1.80%، وتنزانيا ب 1.69%.
وجاءت الدول متوسطة الدخل (منخفض/ مرتفع) في المركز الثاني، بمتوسط يتراوح ما بين 1.02% إلى 1.43% من الدخل، في مقدمتها نيجيريا التي تصدرت القائمة عالميًا، يليها مصر في المرتبة الثانية، ثم غانا، كينيا، الصين، تركيا، بوتسوانا، مقارنًة بدول الدخل المرتفع الذي يتبرع فيه الفرد بأقل من 1%، باستثناء قطر والإمارات بنسبة 1.92%، بزيادة 0.79% عن السعودية والذين جاءوا ضمن أوائل الدول الأكثر تبرعًا عالميًا.
أوضح التقرير أن الدول الأقل تبرعًا هي الأغنى عالميًا، حيث تصدرت دولة اليابان قائمة الأقل تبرعًا بنسبة 0.16% من دخل الفرد، يليها ألمانيا 0.39%، ثم فنلندا وفرنسا ب 0.45% على حد سواء.
مصر تتفوق على أمريكا
وبلغ الناتج المحلي للدول ال 10 الأغنى عالميًا 74 مليون 126 ألف و873 دولار، وهو ما يعادل ناتج الدول الأكثر تبرعًا ب 3 مرات، بينما لم يتخطى تبرعاتهم حاجز ال 0.97% من دخل الفرد، باستثناء الصين والهند الذان جاءا ضمن قائمة الأكثر تبرعًا العام الماضي، وهو ما يعادل نصف تبرعات الدول المتصدرة.
ورُغم أن الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة الأمريكية الأغنى عالميًا والذي تخطى 29 مليون دولار يعادل الناتج المصري ب 75 مرة والذي تخطى حاجز ال 300 ألف، إلا أن التبرع المصري يعادل الأمريكي بمرتين ونصف.
وكشف التقرير أن المتبرعون بمختلف القارات أبدوا ثقتهم في التبرع لشخص أو عائلة محتاجة بنسبة 38%، بزيادة 2% عن التبرع للجمعيات الخيرية، وهو ما يعادل التبرع للمنظمات الدينية بمرة ونصف والذي يمثل 25%.
فيما أبدت قارة إفريقيا ثقتها في الأشخاص والعائلات المحتاجة بنسبة 55%، بزيادة 13% عن آسيا، وهو ما يعادل تبرع الأمريكتين لها في ذلك بمرة ونصف واللتان بلغا 35%، وأوروبا وأوقيانوسيا بمرتين واللتان بلغا 26%.
وبمقارنة مصر بدولة اليمن باعتبارها الأعلى نسبة في ذلك بنسبة 80%، وجدنا أنها تمثل الثلث ب 25%.
كما تصدرت إفريقيا التبرع للمنظمات الدينية بنسبة 40%، وهو ما يعادل تبرع آسيا بنحو مرة ونصف، والأمريكتين بمرتين، وأوروبا بمرتين ونصف، وأوقيانوسيا بنحو 3 مرات.
وبمقارنة مصر بأنجولا باعتبارها الأعلى في ذلك بنسبة 55%، وجدنا أنها تمثل قرابة النصف بنسبة 26%.
على الجانب الآخر، كانت إفريقيا الأقل ثقة في التبرع للجمعيات الخيرية بنسبة 24%، وهو ما يعادل نصف تبرع قارتي أوقيانوسيا، آسيا، وأوروبا لها، وبأقل من أمريكا الجنوبية ب 2%، والشمالية ب4%.
وبمقارنة مصر بهونج كونج باعتبارها الأعلى في ذلك بنسبة 77%، وجدنا أنها تمثل قرابة النصف ب41%.
جاء التبرع للأطفال والشباب في مقدمة أولويات جميع القارات، ثم المنظمات الدينية باستثناء قارة أوروبا، ثم المساعدات الإنسانية باستثناء أفريقيا وأوقيانوسيا، ثم كبار السن باستثناء أوروبا وأوقيانوسيا.
على الجانب الآخر، كان الأشخاص ذوي الإعاقة هم الأقل اهتمامًا في مختلف القارات، فيما عدا أوروبا، يليه الجمعيات الخيرية الصحية ورعاية الحيوان اللتين حظيتا باهتمام من قارتي أوروبا وأوقيانوسيا، وأخيرًا التشرد في الأمريكتين، وتخفيف حدة الفقر في آسيا وأوروبا.
وفي السياق ذاته، أشار مجلس الوزراء أن مصر لديها 52 ألف جمعية أهلية لدعم التنمية والمجتمع، حصلت على تمويل قدره 14.5 مليار جنيه خلال العام الماضي، جرى تخصيص الجزء الأكبر منها لصالح التعليم، الصحة، تمكين المرأة، ورعاية اللاجئين.