الذكاء الاصطناعي بين القانون والأخلاق.. الشارقة تفتح الملفات الشائكة ب«منتدى الاتصال الحكومي»

ينطلق المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في دورته ال14 لمناقشة مستقبل الذكاء الاصطناعي قانونيًا وأخلاقيًا، عبر سلسلة من الجلسات التي تفتح ملفات تأثيراته المتسارعة على الإعلام والتشريع والأمن السيبراني والتدريب، وتضع الأجيال الجديدة في مواجهة مباشرة مع أدواته الإبداعية وفرصه وتحدياته.
وتتواصل الفعاليات الاستباقية للمنتدى من خلال برنامج «الاتصال للطلبة»، الذي يستهدف طلبة وخريجي كليات الإعلام والاتصال في دولة الإمارات، عبر محتوى تدريبي يجمع بين التأطير الأكاديمي والتطبيق العملي على توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي بفاعلية ومسؤولية. ويختتم البرنامج غداً 4 سبتمبر في مسرح المجاز بالشارقة، فيما يُقام المنتدى يومي 10 و11 سبتمبر المقبل في مركز إكسبو الشارقة تحت شعار «اتصال من أجل جودة الحياة».
وتتصدّر الأبعاد القانونية حضور الذكاء الاصطناعي، حيث تعقد جمعية الإمارات للمحامين والقانونيين جلسة بعنوان «الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته القانونية»، لمناقشة انعكاس التقنية على منظومة القضاء والتشريع، من العقود الذكية إلى التنبؤ القضائي، وأهمية وضع أطر أخلاقية تضمن حماية حقوق الإنسان. يشارك في الجلسة الدكتور عبدالله آل ناصر، فيما يديرها المحامي عادل فاخر.
وفي موازاة ذلك، تبحث جلسة «الإعلام الرقمي لرفع المناعة السيبرانية» آليات التصدي للهجمات المعلوماتية والتضليل الإلكتروني، بمشاركة المحاميين صبيحة الصريدي وزايد سعيد الشامسي، وإدارة المحامية خديجة سهيل، مع طرح مبادرات لتأسيس حملات توعية مجتمعية بين الجهات الحكومية ووسائل الإعلام.
ومن زاوية المستقبل المهني، تستضيف الجامعة القاسمية جلسة بعنوان «نافذة إلى مستقبل مهني يتولّد بالإنسانية والذكاء»، تناقش أحدث أدوات التدريب المؤسسي مثل أنظمة التعلم التكيفية والمدربين الافتراضيين وتحليل بيانات التعلم، بمشاركة الدكتور هشام عباس والدكتور بسام مكاوي والدكتورة هالة حمدي غرابة، فيما يدير الحوار الدكتور عطا حسن عبدالرحيم.
ويفتح المنتدى الباب أمام اليافعين من خلال «تحدي مهارات الذكاء الاصطناعي»، الذي تنظمه مؤسسة ربع قرن للعلوم والتكنولوجيا على مدار ثلاثة أيام وفق منهجية تفاعلية تجمع بين التعلم والتنفيذ والعرض. ويتلقى المشاركون، من عمر 10 إلى 16 عاماً، تدريبات عملية في البرمجة والروبوتات والطباعة ثلاثية الأبعاد والمهارات التقنية الناعمة، لتوظيفها في رسائل اتصالية حول الأمن الغذائي وجودة الحياة.
كما يخصص برنامج «الاتصال للطلبة» مجموعة من الورش المتقدمة في صناعة المحتوى الإعلامي باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية، وتحليل أداء وسائل التواصل الاجتماعي، والتغطية الإعلامية للفعاليات الحكومية. ويُختتم البرنامج غداً بورشة يقدمها الدكتور محمد عايش حول «توظيف الذكاء الاصطناعي في حكاية القصة الحكومية»، تركز على تحويل البيانات الصحفية إلى محتوى مرئي وصوتي احترافي، واستكشاف إمكانات «المتحدث الافتراضي» في التفاعل مع الجمهور، إضافة إلى رؤية استراتيجية للدكتورة أمل عنبر حول دمج الذكاء الاصطناعي في منظومات الاتصال الحكومي وإدارة الرسائل أثناء الأزمات.
وتطرح جامعة الشارقة، عبر جلسة خاصة، قضية «أخلاقيات توظيف الذكاء الاصطناعي في الاتصال الحكومي»، لمناقشة التحديات المهنية والأخلاقية المرتبطة باستخدام التقنية في صناعة المحتوى الإعلامي، بمشاركة خبراء أكاديميين ومتخصصين.
ويشهد المنتدى هذا العام مشاركة أكثر من 237 متحدثاً دولياً في 51 جلسة و110 فعاليات متنوعة على 22 منصة تفاعلية، بمشاركة 30 شريكاً محلياً ودولياً. وتشمل الفعاليات 7 خطابات ملهمة و22 ورشة عمل، وتناقش خمس أولويات عالمية هي: الأمن الغذائي، الصحة العامة، التعليم، الاستدامة البيئية، والاقتصاد الأخضر، تأكيداً لدور الاتصال الاستراتيجي في صناعة التأثير وتحفيز العمل الجماعي نحو مستقبل أكثر استدامة.