«عدادات التاكسي» خارج الخدمة.. و«التسعيرة بالمزاج»

فى كل صباح، وعلى أرصفة القاهرة المزدحمة، تبدأ مشادة جديدة بين راكب وسائق تاكسى.. المشهد يتكرر يوميًا فى المحافظات.. «الراكب يطلب تشغيل العداد»، والسائق يرد بابتسامة باردة «مش شغّال.. قول اللى هتدفعه!».
ورغم أن القانون يُلزم سيارات الأجرة بتشغيل العداد لتحديد تعريفة الركوب؛ إلا أن الواقع يحكى قصة أخرى، ففى معظم الحالات، لا يُستخدم العداد إلا كقطعة ديكور أمامية، تُجمّل التاكسى دون أن تؤدى أى وظيفة، وبعض السائقين يُفضلون «تسعيرة المزاج»، فى حين يتعرض المواطنون للاستغلال، خاصة الزائرين من خارج المحافظة أو السياح.
وفى مدن مثل «بورسعيد وأسيوط والوادى الجديد»، لا يوجد أى التزام رسمى بتركيب العدادات، ما يفتح الباب لتفاوت صارخ فى الأسعار.
وقال السيد إبراهيم، محامٍ: «مفيش تاكسى مشغل العداد والسائقون يعتبرونه ديكورا أمام رجال المرور ولا يُعتد به، والأجرة يحددها كل سائق حسب مزاجه».
وقالت ميادة إبراهيم، موظفة بجامعة القاهرة: «سائق التاكسى بيطلب 150 جنيه من وسط البلد إلى جامعة القاهرة بحجة إنه بيعدى لمحافظة الجيزة ويوميا تحدث مناقشات حادة بيننا وبين السائقين للوصول لأجرة مناسبة».
وفى المنصورة، حدد محافظ الدقهلية فتح العداد ب 9 جنيهات؛ تزداد بمقدار 2 جنيه عن كل كيلو متر، وأوضح عبدالله السعيد، طالب، أن سائق التاكسى يفرض سيطرته على المواطن؛ بداية من اختيار «الزبون» حسب وجهة نظره، ثم فرض «تسعيرة جبرية» قبل الركوب؛ تبدأ من 25 جنيهًا وتصل إلى 80 جنيهًا.
وفى مدينة الغردقة، تمتد الشكاوى لتصل للسائحين، الذين اشتكوا من استغلال السائقين، إذ أكدت سائحة ألمانية، فى منشور عبر إحدى مجموعات التواصل الاجتماعى، أنها شعرت بالخداع فى الغردقة عندما طلب منها سائق التاكسى 200 جنيه لمسافة قصيرة، دون تشغيل العداد.
وعلّق «توماس»، سائح ألمانى يقيم بأحد فنادق الكورنيش: «طلبت من السائق توصيلنا من الفندق إلى المارينا، وهى مسافة قصيرة، لكنه طلب 300 جنيه دون أن يشغّل العداد، وعندما سألته لماذا لم يشغّله، قال: العداد لا يعمل، ودفعت رغم علمى أن السعر الحقيقى أقل بكثير». ويتكرر الحال فى أسوان والأقصر والإسكندرية.