ندوة ل«الأمن السيبراني» بالإسكندرية: الفضاء الإلكتروني بات ميدانًا جديدًا للصراعات والنفوذ (صور)

أكد سياسيون ومختصون في الأمن السيبراني، أن الحروب الإلكترونية باتت تشكل أهمية كبيرة في عالم الصراعات بين الدول والشعوب على مستوى العالم، بل تمثل خطورة كبيرة على الشباب والنشء ما يتطلب مواجهتها بعدما جعلت من الفضاء الإلكترونى ميدانا جديدا للصراعات والنفوذ.
وقال البرلمانى السابق، محمد مجدى عفيفى، رئيس حزب الأحرار الدستوريين، خلال مشاركتهم في ندوة بعنوان، «الحروب الإلكترونية: التحديات والفرص في عالم متغير»، والتي نظمها حزب الأحرار الدستوريين مساء أمس في الإسكندرية، أن الجرائم الإلكترونية تعد من أخطر حروب الجيل الرابع التي عرفها العالم المعاصر، كونها تعتمد على الأدوات الإعلامية والسوشيال ميديا لتنفيذ جرائم الابتزاز، محذرا من خطورتها حيث تعتبر من الظواهر الإجرامية المعاصرة، ولها العديد من المخاطر والأضرار والخسائر.
وأكد «عفيفى»، أن الجرائم الإلكترونية انتشرت في مصر بسبب التطور التكنولوجي واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث ساهم في نشر الشائعات وظهور جرائم ترتكب من قبل محترفين من خلال استخدام برامج وتطبيقات تخفي الهوية للفاعلين، مشددًا على ضرورة مواجهة تلك الجرائم والابتزاز والمخالفات الالكترونية، من خلال التوعية التكنولوجية ومحو الأمية الرقمية عبر الاستخدام الآمن والرشيد للأنترنت، وكذلك تطبيقات الكشف والتحذير من الروابط والصور الملغمة بالفيروسات والتي يتم من خلالها التجسس والاختراق.
وطالب الشباب والفتيات بأن يكون لديهما الدراية الثقافية والتوعية الكاملة بخطورة الحرب الالكترونية خاصة وأنهما يعتبران أهم عنصرين يتم استهدافهما من هذه الحروب .
وأكد العميد محمد محروس، رئيس فرع غرب الدلتا لمكافحة جرائم التكنولوجيا السابق، والمدرس بمعهد العلوم الاجتماعية بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية،على أن الجرائم الالكترونية تنقسم لنوعين، الاول، الجرائم الالكترونية البحتة التي تتعلق بالتعدي على الأنظمة والبرامج والمواقع ورسائل البيانات الالكترونية، من حيث التدمير والتخريب، ويكون مرتكبها من أصحاب الخبرة العالية في تقنية المعلومات، والنوع الثاني، يتمثل في ارتكاب جرائم تقليدية كالسب والقذف عن طريق الوسائل الالكترونية، يرتكبها أي شخص عادى، لديه معرفة بالتعامل مع الأجهزة.
وقال المستشار محمد فايز يكن، أمين عام الحزب، أن انعقاد الندوة جاء في ظل تحولات استراتيجية تشهدها الساحة الدولية والإقليمية، مشيرا إلى أن الحروب الالكترونية جعلت من الفضاء الإلكتروني ميدانًا جديدًا للصراعات والنفوذ على مستوى الدول والشعوب.
وأضاف أن الحزب يعتبر أول كيان سياسي في مصر يفتح هذا الملف الحيوي على طاولة الحوار المجتمعي والسياسي، إيمانًا منه بأن الأمن السيبراني والدفاع الإلكتروني لم يعدا خيارًا، بل أصبحا ضرورة وطنية ترتبط ارتباطًا مباشرًا بسيادة الدولة واستقرارها وأمن مواطنيها، خاصة وان قضية الحروب الإلكترونية تمثل مخاطر حقيقية وفرص استراتيجية على حد سواء.
وأشار إلى أن حماية الأمن القومى المصرى الرقمي تبدأ من الوعي، وتُبنى على الحوار، وتُصان بالفعل الوطني الواعي.
وقال الدكتور أحمد سلامة، أمين التثقيف السياسي في حزب الأحرار الدستوريين بالإسكندرية، أن «الحروب الإلكترونية» تعتبر محطة هامة على طريق الوعي الوطني، ونافذة نطل منها على واحدة من أخطر وأدق القضايا التي تواجه دول العالم في العصر الحديث.
وأشار إلى أن ما يثار من تحليلات استراتيجية عميقة كشفت أبعاد هذه الحرب غير التقليدية، التي لا تُخاض بالدبابات ولا الطائرات، بل تُخاض بالعقول والخوارزميات، وتستهدف العقول والمؤسسات، بل والسيادة الوطنية ذاتها.
وشدد الدكتور محمود فرج، استاذ علم الاجتماع وأمين التدريب والتثقيف السياسي بالأمانة العامة للحزب، على ضرورة الالتزام الكامل بالدور الوطني في دعم الوعي المجتمعي، وتعزيز ثقافة الأمن الرقمي، والمشاركة الفاعلة في حماية مقدرات الوطن في كل ميادين المواجهة، القديمة منها والحديثة، خاصة وان هذه القضية ذات حساسية شديدة واهمية كبرى وتهدد كيان الانظمة والعقول البشرية في الشعوب.
وقال إن «حماية أمننا المصرى السيبراني جزء لا يتجزأ من حماية أمننا القومي، وأن المعركة في الفضاء الرقمي لا تقل خطورة عن معارك الحدود والسياسة».
مشاركون في ندوة «الأمن السيبراني» بالإسكندرية: الحروب الالكترونية جعلت من الفضاء الإلكتروني ميدانًا جديدًا للصراعات والنفوذ (صور)