وسط عالم مزدحم بالصراعات والتجارب الإنسانية المريرة الناتجة عن ضغوط الحياة، استطاع الفنان التشكيلى محمد أحمد زيادة بنظرته الفلسفية المختلفة، أن يمزج بين خبرته كمدرس مساعد بقسم الرسم والتصوير وبين إبداعاته الفنية، للتعبير عن القضايا والمواقف التى يواجهها الإنسان خلال حياته والمشاعر الناتجة عن ذلك فى جميع أنحاء العالم، بجانب إبراز ملامح المرأة المصرية، ولكن بأسلوب فنى يحمل طابعا عصريا. الفن كان جزءا أساسيا بداخلى منذ الصغر، هكذا بدأ «زيادة» حديثه ل«المصرى اليوم» موضحًا: «أنا بحب الرسم منذ الطفولة وكنت أمارسه باستمرار، إلى أن تحول ذلك الشغف إلى رغبة كبيرة للتعمق فى ذلك المجال ودراسة كل أنواع الفنون خاصة الفن التشكيلى، لذلك التحقت بكلية التربية الفنية لتطوير مهارتى». وتابع: «أثناء تحضيرى للماجستير كانت رسالتى تتحدث عن القضايا الإنسانية وكيفية سردها وإظهارها بأسلوب واقعى عصرى، فحينها اكتشفت أن التعبير عن تلك القضايا أو العلاقات المجتمعية من أصدق القضايا التى تساعد الفنان على الانتقال بخياله إلى التفكير الفلسفى، لذلك قررت توثيق هذه الأفكار خلال أعمالى بطريقة مختلفة». جانب من الأعمال الفنية وتمكن «زيادة» برؤيته الفنية الفريدة من إبراز شخصية الإنسان وتجسيد انعكاس صورة الصراعات الإنسانية التى يواجهها الجميع باستمرار فى أنحاء العالم خلال لوحاته، بجانب التعبير عن القضايا الاجتماعية والسياسية العالمية، وتبادل المواقع والأدوار بين الطبقات، ولكن بأسلوب يمزج بين عصر النهضة والواقع المعاصر. واستكمل: «أنا كنت حابب أن الأفكار اللى أقدمها يكون ليها أكتر من منظور ومتعددة التفسير، وفى نفس الوقت بتتكلم عن صراعات وقصص واقعية موجودة فى العالم بأكمله وليس المجتمع العربى فقط، حتى يشعر من يراها فى أى مكان أو زمان بأنها تتحدث عما يدور بداخله، فبالتالى تساعده على التخطى من خلال التعمق فى فهم لغز اللوحة». واهتم «زيادة» خلال لوحاته باقتباس أفكاره من تجارب الأشخاص، بجانب تجاربه الشخصية التى واجهته خلال حياته، مضيفا: «حرصت خلال أعمالى على توثيق أهم القضايا مثل قضية تحمل العديد من الأطفال أدوارا أكبر من أعمارهم، وتتعلق أيضا بالطبقات وكيفية تبادل الأدوار، من خلال رسم طفل صغير يرتدى ملابس المهرج يتم محاكمته من قبل مجموعة أشخاص يمثلون الطبقة الحاكمة». كما حرص «زيادة» على تسليط الضوء على ملامح المرأة المصرية وقضاياها خلال لوحاته، مبينا: «دائما الغرب ينجذبون إلى ملامح المرأة المصرية منذ القدم، لذلك حبيت أجسد شكل المرأة وأؤكد على ملامحها المصرية ولكن بصورة معاصرة، بجانب التركيز على قضايا المرأة فى المجتمع بالنسبة للزواج، والتى تمثل الصراعات ما بين المال والرأسمالية والعاطفة والعقل».