بينما تتساقط الصواريخ وتزداد الغارات الجوية كثافة، يحاول وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في جنيف انتزاع خيط من الأمل الدبلوماسي وسط اشتعال المواجهة بين إيران وإسرائيل. وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول صرّح قبل بدء المحادثات مع نظيره الإيراني أن أوروبا «منفتحة على الحوار» إذا أبدت طهران «رغبة جادة» في تقديم ضمانات شاملة بشأن برنامجها النووي والصاروخي. وقال فاديفول: «نحن مستعدون لعقد المزيد من المحادثات، لكن هذا يتطلب التخلي الكامل عن أي نشاط تخصيب يمكن أن يؤدي إلى التسلح النووي، وكذلك التزاما واضحا بشأن برنامج الصواريخ الباليستية». طهران.. لا مفاوضات تحت النار الرد الإيراني جاء حازمًا: لا تفاوض في ظل العدوان. أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران «لن تخوض أي نقاش حول مستقبل برنامجها النووي بينما أراضيها تُقصف». وتعتبر إيران أن إسرائيل تشنّ «حرباً غير قانونية تهدف إلى ضرب سيادتها»، وتؤكد أن برنامجها النووي «سلمي تمامًا» رغم الادعاءات الإسرائيلية. البيت الأبيض.. قرار أمريكي خلال أسبوعين في واشنطن، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيتخذ قرارًا خلال أسبوعين بشأن ما إذا كانت بلاده ستتدخل عسكرياً في النزاع أو تكتفي بالدعم اللوجستي والاستخباراتي لإسرائيل. هذا التردد يعكس حجم الحرج الأمريكي بين دعم الحليف الإسرائيلي وتفادي التورط في حرب إقليمية كبرى قد تتسع رقعتها. حرب الخسائر البشرية.. أرقام مروّعة تشير تقارير وكالة «هرانا» الإيرانية (مقرها واشنطن) إلى أن الضربات الجوية الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 639 شخصاً داخل إيران، بينهم عدد من كبار الضباط في الحرس الثوري وعلماء نوويين. في المقابل، تؤكد إسرائيل أن 20 مدنياً على الأقل قتلوا بصواريخ إيرانية وطائرات مسيّرة استهدفت مدنًا رئيسية بينها تل أبيب وحيفا. رويترز لم تتمكن من التحقق من حصيلة الضحايا بشكل مستقل. ما وراء التصعيد.. أهداف إسرائيلية أكبر؟ بحسب مسؤولين غربيين وإقليميين، فإن الغارات الإسرائيلية لا تقتصر على منشآت نووية ومصانع صواريخ، بل تشمل أيضاً مناطق سكنية، في «محاولة لإضعاف النظام الإيراني وزعزعة سيطرة المرشد الأعلى آية الله على خامنئي». وتتحدث بعض التقارير الاستخباراتية عن سعي إسرائيلي مدروس لإحداث تصدع داخلي في بنية النظام الإيراني. أفق الحل.. مبادرات أوروبية وصمت روسي حتى الآن، تبقى أوروبا اللاعب الوحيد الساعي بشكل نشط لاحتواء التصعيد. بينما تلتزم موسكو الصمت، وتكتفي بكلمات دبلوماسية تدعو إلى «ضبط النفس من الطرفين». في الوقت نفسه، تعزز دول الخليج من إجراءاتها الدفاعية خشية امتداد النيران نحوها، بينما تتابع الصين عن كثب، دون موقف علني واضح.