ذكرت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" الأمريكية، أن لقاء وزراء خارجية إيرانوبريطانيا وألمانيا وفرنسا في جنيف يتيح للدول الأوروبية الثلاث فرصة فريدة للتواصل مع إيران. ويأتي ذلك في ظل إعلان إيران أن وزير خارجيتها عباس عراقجي سيجتمع يوم غد الجمعة، في جنيف مع نظرائه من بريطانيا وألمانيا وفرنسا، ليكون أول لقاء مباشر بين مسؤولين غربيين وطهران، منذ بدء الصراع مع إسرائيل قبل أسبوع. وأضافت "أسوشيتد برس" في سياق مقال نشرته، اليوم الخميس أن سعي أوروبا للدبلوماسية مع إيران يتناقض بشكل حاد مع الرسائل الأمريكية للنظام الإيراني، إذ يدرس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علنا قصف إيران ويدعو إلى استسلام غير مشروط للقيادة الإيرانية، وذلك في الوقت الذي تستهدف فيه الغارات الجوية الإسرائيلية المواقع النووية والعسكرية الإيرانية، وترد إيران عليها بالمثل. وأشارت إلى أن الدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا وألمانيا وفرنسا) كانت قد لعبت دورا مهما في مفاوضات الاتفاق النووي الأصلي لعام 2015 مع إيران، على الرغم من أنها هددت بعد ذلك مرارا بإعادة فرض العقوبات التي تم رفعها بموجب الاتفاق إذا لم تحسن إيران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقالت بريطانياوفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي- في بيان مشترك، يوم أمس الأربعاء "يجب على جميع الأطراف ضبط النفس، والامتناع عن اتخاذ خطوات تؤدي إلى مزيد من التصعيد في المنطقة، والعودة إلى الدبلوماسية". وفي الإطار.. قال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية أنور العوني: "سيواصل الاتحاد الأوروبي المساهمة في جميع الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تخفيف التوترات وإيجاد حل دائم للقضية النووية الإيرانية، والذي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال اتفاق تفاوضي". وأضاف العوني: "ولهذا السبب، تُبذل حاليا جهود تواصل مكثفة بمشاركة جميع الأطراف المعنية لإفساح المجال للدبلوماسية وتهيئة الظروف لحل تفاوضي للقضية النووية الإيرانية". بدوره.. أكد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، استعداد الدول الأوروبية للتحدث مع إيران بشأن حل لبرنامجها النووي، وقال "إن الدول الأوروبية الثلاث التي كانت جزءا من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 لا تزال مستعدة للتفاوض على حل". ◄ اقرأ أيضًا | جهاز الإسعاف الإسرائيلي: أكثر من ألف إصابة منذ بداية الحرب ضد إيران وأضاف فاديفول: "على إيران الآن التحرك بشكل عاجل، واتخاذ تدابير لبناء الثقة وقابلة للتحقق من خلال أن تؤكد القيادة في طهران مصداقيتها بأنها لا تسعى إلى امتلاك سلاح نووي". من جانبه.. صرح وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، بأن فرنسا وشركاءها الأوروبيين مستعدون لاستئناف المفاوضات مع إيران، وقال "وكانت رسالة السلطات الإيرانية واضحة نسبيا، وهي أن هناك استعدادا لاستئناف المحادثات بما في ذلك مع الولاياتالمتحدة بشرط التوصل إلى وقف لإطلاق النار". وأضاف بارو: "من جانبنا، هناك استعداد لاستئناف المفاوضات بشرط أن تؤدي هذه المفاوضات إلى تراجع إيراني دائم وكبير فيما يتعلق ببرنامجها النووي وبرنامجها الباليستي وأنشطتها لزعزعة استقرار المنطقة". ومن الجانب الأمريكي، وجه ترامب تحذيرات متزايدة الوضوح بشأن انضمام الولاياتالمتحدة إلى إسرائيل في ضرب البرنامج النووي لطهران، في الوقت الذي حذرت فيه إيران مجددا من أن الولاياتالمتحدة ستُقابل برد قاس إذا هاجمت. وقد صرح مسؤول أمريكي- رفض الكشف عن هويته- بأنه لا توجد خطط لمشاركة الولاياتالمتحدة في المحادثات النووية المقررة بين كبار الدبلوماسيين الأوروبيين وإيران في جنيف، على الرغم من أن هذا الوضع قد يتغير، بحسب "أسوشيتد برس". وأشار المسؤول الأمريكي، إلى أن الأوروبيين كانوا يرغبون في لعب دور في المفاوضات منذ أشهر، لكن الولاياتالمتحدة منعتهم من ذلك، مضيفاً أن هذا الموقف قد يتغير مع تصاعد الأعمال العدائية. وقالت إسرائيل إنها شنت حملتها الجوية، الأسبوع الماضي، لمنع إيران من الاقتراب من القدرة على صنع سلاح نووي، وجاء ذلك في الوقت الذي كانت فيه إيرانوالولاياتالمتحدة تتفاوضان حول إمكانية التوصل إلى اتفاق دبلوماسي جديد بشأن برنامج طهران، ورفضت إيران دعوات الولاياتالمتحدة للاستسلام في مواجهة المزيد من الضربات الإسرائيلية، وحذرت من أن أي تدخل عسكري من جانب الأمريكيين سيسبب لهم "ضررا لا يمكن إصلاحه". وبحسب "أسوشيتد برس"، تؤكد إيران منذ فترة طويلة أن برنامجها النووي سلمي، على الرغم من أنها الدولة الوحيدة غير المسلحة نوويا التي تخصب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهي خطوة تقنية قصيرة تفصلها عن مستويات 90 % اللازمة لصنع الأسلحة، ولا تزال الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهي الهيئة الرقابية النووية التابعة للأمم المتحدة تُجري عمليات تفتيش في إيران، كما صرحت وكالات الاستخبارات الأمريكية بأنها لا تعتقد أن إيران تسعى بنشاط إلى امتلاك قنبلة نووية.