يقضي كثير من الناس سنوات، وأحيانًا حياتهم بأكملها، متابعين توقعات الآخرين عنهم بدلًا من العيش لتحقيق رغباتهم، ويبنون مسيرتهم المهنية، ويؤسسون عائلات، ويسرعون يوميًا إلى مكان ما، ومع ذلك يشعرون بالفراغ الداخلي، فكيف يمكنك أن تعرف أن حياتك لا تسير على خطاك؟، وما هي الخطوات التي يمكنك اتخاذها لاستعادة السيطرة؟ هذا ما نجيب عنه خلال السطور التالية. وشارك فيتالي كورسيك، مدرب الحياة وخبير علم الجنس، أفكاره لموقع «RBC-Ukraine»، حول كيفية إدراك أنك لا تعيش حياتك بالشكل الصحيح، وكيفية تغيير ذلك. علامات تدل على أنك لا تعيش حياتك كما ينبغي 1. تشعر بالتعب والانزعاج باستمرار دون أي سبب واضح. 2. إنجازاتك لا تجلب لك الفرح، بل الراحة («أخيرًا، انتهى الأمر»). 3. تشعر وكأن لا أحد يفهمك، حتى أقرب الأشخاص إليك. 4. يتم تحديد اختياراتك في الحياة من قبل الآخرين: الوالدين، أو الأصدقاء، أو توقعات المجتمع. 5. يتم اتخاذ القرارات من أجل «يجب عليّ»، وليس من أجل «أريد ذلك». 6. تجد صعوبة في الاستيقاظ في الصباح، ليس لأنك متعب، ولكن لأنك لا تريد مواجهة اليوم. 7. تسأل نفسك دائمًا: «هل هذا هو؟» 8. في كثير من الأحيان تحلم بحياة مختلفة تمامًا عن الحياة التي تعيشها، فتشعر وكأن كل شيء على ما يرام، هناك عمل، وهناك أصدقاء، وهناك خطة لعطلة نهاية الأسبوع. لكن هناك خطأ ما، أحيانًا يأتي هذا الشعور بهدوء- شعور بأنك تعيش سيناريو شخص آخر ،الخيارات التي بدت منطقية لم تعد لك، لطالما حُفظت الأحلام في صندوق كُتب عليه «يومًا ما». والحياة تبدو كمسلسل تشاهده، لا بشغف، بل بدافع الواجب. لماذا يحدث هذا؟ يتعلم معظمنا في طفولتنا الالتزام بمعايير الآخرين- «كن جيدًا»، «احصل على تعليم مرموق»، «كوّن عائلة مناسبة». تدريجيًا، نعتاد على التوقعات الخارجية لدرجة أننا نتوقف عن سماع رغباتنا الحقيقية. ونبدأ بالشعور بالتعاسة. ثم يطرح السؤال نفسه: «كيف أبدأ عيش حياة أصيلة؟» ليس عليك تغيير كل شيء دفعةً واحدة. لكن يمكنك اتخاذ الخطوة الأولى، بصدقٍ تام: ابدأ بالاستماع إلى نفسك. ليس الصوت الذي يقول «كن مثل أي شخص آخر»، بل الصوت الذي يهمس لك بشيءٍ هادئٍ وصادقٍ ومخيفٍ بعض الشيء. اسأل نفسك: «ماذا أريد حقًا؟» «ما الذي يمنحني الطاقة؟» «ماذا سأفعل لو لم يُحكم عليّ أحد؟». ماذا أفعل في مثل هذه الحالة؟ توقف واسأل نفسك أسئلة صادقة: - ماذا أريد حقًا؟ أحلام من أعيشها الآن؟ استعادة السيطرة تدريجيا: التغييرات الصغيرة (مثل اختيار هوايتك الخاصة) ستؤدي تدريجيا إلى تغييرات أكبر. لا تخف من الصراعات: اختيارك لنفسك أمرٌ جيد، فمن يُقدّرك حقًّا سيبقى بجانبك. اطلب الدعم: يمكن أن يساعدك المعالج النفسي أو المدرب في معرفة المكان الذي خانت فيه نفسك. تعلم أن تقول «لا»: إن الرفض الواضح لفرض الآخرين توقعاتهم عليك هو الخطوة الأولى نحو الحرية. «إن عيش حياة شخص آخر أشبه بارتداء ملابس شخص آخر. إنه أمرٌ مزعج، مُرهق، ومُحرج. العودة إلى ذاتك تبدأ بحوار صادق حول رغباتك الحقيقية ،عيش حياتك الخاصة لا يعني تغييرات كبيرة، بل العودة إلى ذاتك، خطوات صغيرة ،بحذر، بلا صراخ ،ولكن بصدق».