قد تنتابك حالة من الخوف عند التفكير في تغيير حياتك، خصوصا اذا ما نظرت الي الامور جملة واحدة.." انني أريد وظيفة جديدة وعلاقات أفضل، وأرغب في أن أكون ذا جسم رياضي وأود كذلك أن أنقص من وزني، وأن أنتقل الي منزل جديد، وأن أقلل من مستوي التوتر الذي أعاني منه.. " نعم انني اريد كل ذلك بل اريده الآن.. يا الهي! اذا ما حصرت جميع الامور التي ترغب في تغييرها قطعا ستصاب بالجمود والإحباط! الين هاريسون صاحبة »كتاب غير حياتك اليوم« جاءت بالحل لمشكلة تغيير نمط حياتنا الذي اعتدنا عليه لسنوات طويلة ونخشي الاقتراب منه بالرغم من ان معظمنا يرغب في قرار نفسه ان يتم هذا التغيير وبسرعة أيضا.. تقول الن في سطور كتابها الصادر حديثا: هناك لحظات في الحياة تجبرك علي التغير تغيرا جذريا الي الابد، وهناك أيضا فترات لا تقدم ولا تؤخر أي شئ في حياة المرء علي الإطلاق.. لكن هناك حقيقة لا جدال فيها ان التغير سنة الحياة، فالفصول تتغير والمناخ يتغير، والناس تتغير والوظائف تتغير والتكنولوجيا تتغير باختصار تريد ان تقول مؤلفة الكتاب ان دوام الحال من المحال.. لقد ان الاوان لاتخاذ التدابير وامتلاك زمام امورك لقد ان الاوان للتوقف عن انتظار شخص اخر يحل لك مشاكلك او يغير دنياك او يصلح امورك.. اول شئ يجب ادراكه ان التغيير لا يوكل الي الآخرين ومعرفة ان التغير لا يتأتي الا بالتحرك وعدم الاستكانة وتقول الين: بصرف النظر عن هدفك في التغيير عليك ان تبدأ من حيث انت الان وهو ما يعني ضرورة مراجعة مشاعرك تجاه حياتك علي نحو جيد يتسم بالأمانة فالوعي بالأمور حافز كبير للتغيير. وبداية التغيير تأتي من داخلك عليك اولا ان تراجع حياتك وعلاقاتك بمن حولك واعلم ان تجاهل مشاعرك وقمعها لن يؤديا الي تلاشيها وان اعظم هدية تمنحها لنفسك هي ان تستمع اليها وأن تبدأ في التغييرات قبل أن تفرض عليك.. وتصورت المؤلفة سيناريوهين اثنين لما قد يحدث في حالة اتخاذ قرار التغيير اولهما: اريدك ان تضع تصورا لحالك بعد عشرين عاما اذا ما تابعت مسار حياتك الحالي ولم تتخذ اي اجراء مختلف وتخيل ان الامور ستظل علي حالها ان لم تزداد سوءا وثانيهما : تصور نفسك بعد قيامك بإجراء العديد من التغييرات الايجابية في حياتك وتخيل انك نجحت في كل شئ اردت تحقيقه فما تصورك لنفسك في المستقبل؟ الكتاب يحتوي علي العديد من النصائح التي تساعدك علي بداية تغيير ما لا تطيق استمراره في حياتك بخطوات عملية واقعية ممكنة علي أن تظل الرغبة الحقيقية في التغيير هي ارادتك الشخصية وعدم الخوف من المجهول فالمجهول قائم في كل الاحوال سواء انتظرته أواقتحمته.. والحياة لكي تكون حياة عليك ان تعيشها بشجاعة فالحياة تعاش مرة واحدة وكذلك الموت يحدث مرة واحدة.. ولذا ان تعيش كما تريد خير الف مرة من ان تعيش كما يريد الآخرون.. وسأظل اكرر طول ما أنا علي قيد الحياة أن المعرفة والقراءة هي الطريق الوحيد للتغيير.