شنَّ الاحتلال الإسرائيلى حملة اعتقالات جديدة فى إطار الانتهاكات اليومية التى يمارسها فى الضفة الغربية، فضلًا عن اقتحام عدد من المدن واستمرار الجرائم التى يمارسها المستوطنون بحق الشعب الفلسطينى، والتى تتمثل فى توسيع البؤر الاستيطانية وهدم المنازل. واقتحم عشرات المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلى. وأفادت مصادر محلية بأن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية فى باحاته، وأدَّوا طقوسًا تلمودية علنية بحماية شرطة الاحتلال التى اعتدت على المصلين وأبعدتهم عن مسار اقتحام المستوطنين. كما شددت شرطة الاحتلال إجراءاتها العسكرية عند أبواب البلدة القديمة والمسجد الأقصى. وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلى حملة اعتقالات واحتجاز استمرت لساعات طويلة على مدار يومين، طالت 30 فلسطينيًا على الأقل من الضفة، بينهم أطفال وأسرى سابقون. وأوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادى الأسير، أن الاحتلال يواصل تنفيذ عدوانه فى محافظتى جنين وطولكرم منذ أسابيع، ترافقه عمليات اعتقال وتحقيق ميدانى مستمرة، حيث وصلت حالات الاعتقال فى جنين ومخيمها منذ بداية العدوان إلى 175، أما فى طولكرم ومخيميها فقد بلغت حالات الاعتقال 150 على الأقل، وذلك يشمل من تم اعتقالهم والإفراج عنهم لاحقًا. يُشار إلى أن الاحتلال انتهج جملة من السياسات فى مختلف المناطق التى تصاعد فيها العدوان، خاصة فى جنين ومخيمها، وكذلك طولكرم ومخيميها، ومن أبرز هذه السياسات: الإعدامات الميدانية، وعمليات الاغتيال، والتحقيق الميدانى الممنهج الذى طال عشرات العائلات، إضافة إلى اعتقال المواطنين رهائن، وتحويل المنازل إلى ثكنات عسكرية بعد إجبار أصحابها على الخروج منها والنزوح إلى مناطق أخرى. ولم يقتصر استهداف المنازل على تحويلها إلى ثكنات عسكرية فقط، بل شمل هدمها ونسفها وإحراق بعضها، فضلًا عن عمليات التدمير المتعمدة للبنية التحتية. إلى ذلك، قالت اللجنة الإعلامية فى مخيم طولكرم، إن قوات الاحتلال الإسرائيلى تواصل حصارها وعدوانها على المخيم لليوم ال24 على التوالى، مخلفة كارثة إنسانية غير مسبوقة، ودمارًا كبيرًا، وإجبار الأهالى على النزوح من منازلهم قسرًا. وأضافت اللجنة فى بيان لها، أمس، أن قوات الاحتلال صعَّدت من عمليات الهدم والتدمير وتفجير المنازل وحرقها، حيث طالت منذ أمس 16 منزلًا فى مخيم طولكرم فى أكبر عملية هدم منذ بدء العدوان، لترتفع حصيلة الدمار إلى 600 منزل ومنشأة. وأشارت اللجنة إلى أن جنود الاحتلال أحرقوا عددًا آخر من المنازل وسط سماع أصوات إطلاق الأعيرة النارية، وتعود المنازل المستهدفة لعائلات: «أبو شهاب، والشيخ على، وبليدى، والتركى، وحاجبى، وإبراهيم، وعبد الرزاق، وقاسم، وكنعان، وعابد، وسالم، والحاج يوسف، وشهاب». وأضافت: «يستمر الاحتلال فى دفع تعزيزات عسكرية إضافية إلى طولكرم ومخيمها، وسط اقتحامات ومداهمات لمنازل المواطنين فى ضاحيتى ذنابة وارتاح، واعتقالات طالت نازحين، مع تمركز فى شوارع نابلس الواصلة بين مخيمى طولكرم ونور شمس، ودوار شويكة فى الحى الشمالى، ومفرق أبو صفية فى الحى الشرقى، ودوار فرعون جنوبًا».