شهد المسجد الأقصى ومدينة القدس وعدد من مدن الضفة الغربية عديدًا من الانتهاكات الإسرائيلية، التى شملت مداهمات واقتحامات، علاوة على اعتقال 14 مواطنًا فى الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة. اقتحم عشرات المستوطنين، صباح أمس، المسجد الأقصى المبارك، من باب المغاربة، بحماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلى، وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية فى القدسالمحتلة أن عشرات المتطرفين اقتحموا الأقصى، وتجولوا فى باحاته، وأدوا طقوسًا تلمودية قرب مصلى باب الرحمة شرقى المسجد. وواصلت قوات الاحتلال تشديد قيودها على دخول المصلين الفلسطينيين للمسجد، ودققت فى هوياتهم الشخصية واحتجزت بعضها عند بواباته الخارجية. وواصل الاحتلال الإسرائيلى عدوانه على محافظات جنين، وطولكرم، وطوباس، خلال أيام متقاربة، مخلفًا 29 شهيدًا، وعشرات الإصابات، والاعتقالات، ونسف منازل، ونزوحًا قسريًا، وسط تدمير واسع للممتلكات، والبنية التحتية. وقال نائب رئيس حركة حماس فى الضفة الغربية، الدكتور عبدالحكيم حنينى، إن الجيش الإسرائيلى وحكومته يستمران فى ممارسة حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطينى. وأضاف «حنينى» ل«المصرى اليوم»، أن الاحتلال يمارس القتل والهدم والترحيل والتجويع والحصار على المدن والمخيمات فى الضفة الغربية، لكسر معنويات وصمود الشعب الفلسطينى وإجباره على الهجرة من أرضه ووطنه، مؤكدا أن الشعب الفلسطينى سيظل صامدًا وثابتًا فى أرضه، مهما بلغت التضحيات وحجم القتل والدمار. وأوضح أن الفلسطينيين سيواصلون الدفاع عن حقوقهم ووطنهم وكرامتهم ومقدساتهم، وسيبقون متمسكين بحريتهم واستقلالهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، مشيرا إلى أن الاحتلال سيستمر فى ارتكاب المجازر وقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وهدم البيوت وحصار الشعب الفلسطينى فى الضفة الغربية، ورغم التجربة العملية فى قطاع غزة، فإن الاحتلال لم ولن يستطيع إجبار الشعب الفلسطينى على ترك أرضه. وفرض الاحتلال منذ نحو أسبوعين إجراءات تعسفية عند حواجزه العسكرية قرب معظم مداخل المحافظات ومخارجها فى الضفة الغربية، وأغلق معظم بوابات القرى والبلدات فى محاولة لتفجير الأوضاع، تمهيدًا لخلق حالة من الفوضى العنيفة، لتسهيل ضمها، وهو ما تجلى فى الهجمات الوحشية التى يرتكبها عصابات المستعمرين الإرهابية ضد المواطنين، وبلداتهم، وممتلكاتهم، ومنازلهم، وأراضيهم، ومقدساتهم، وفقًا لوسائل إعلام فلسطينية. كما واصل لليوم ال14 على التوالى عدوانه على مدينة جنين ومخيمها، أسفر عن 25 شهيدًا، وعشرات الإصابات، والاعتقالات، ونسف عشرات المنازل، وسط عملية نزوح كبيرة طالت 15 ألف مواطن. وأجبر جيش الاحتلال سكان البنايات المشرفة على مخيم جنين على إخلائها، حيث تمركزت عدة آليات عسكرية بالقرب من البنايات المطالبة بالإخلاء، فيما شهدت عدة بنايات وشقق سكنية عملية نزوح كبيرة للمواطنين. ولليوم الثامن، واصل الاحتلال عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمها، أسفر عن استشهاد 4 مواطنين، وسط أوضاع إنسانية غاية فى الصعوبة. ومازالت قوات الاحتلال تدفع بمزيد من آلياتها إلى المدينة ومخيمها من معسكر «تسنعوز» العسكرى غرب طولكرم، وتنشر دوريات المشاة بأعداد كبيرة فى الشوارع والأحياء، ووسط سوق الخضروات، وتقوم بتمشيط وتفتيش بين المنازل والأزقة والتضييق على المواطنين، كما تواصل حصار مستشفيى الشهيد ثابت ثابت الحكومى والإسراء التخصصى، وعرقلة عمل مركبات الإسعاف وطواقمها الطبية، وإخضاعها للتفتيش والتحقيق الميدانى، فى الوقت الذى اتخذت من المبانى المحيطة بها ثكنات عسكرية وأماكن لقناصتها. واعتقلت قوات الاحتلال، أمس، 14 مواطنًا خلال اقتحام مناطق متفرقة فى محافظات الضفة الغربيةوالقدس المحتلتين. وفى رام الله اعتقلت قوات الاحتلال نضال هايل حمايل وعسان بعيرات وسامر أحمد عمرة، بعد دهم منازلهم فى بلدة كفر مالك شرقى المحافظة، كما اعتقلت قوات الاحتلال المواطنين الفلسطينيين تامر الظاهر وعبدالرحمن عودة، بعد اقتحام منزليهما فى شارع عصير بنابلس. وفى القدس، داهمت قوات الاحتلال بلدة سلوان واعتقلت مواطنًا ونجليه بعد دهم منزلهم والعبث بمحتوياته، إلى جانب مداهمة بلدة كفر عقب شمالى القدس، واعتقلت شابًا بعد دهم منزله. من جانبها، أدانت المبادرة الوطنية الفلسطينية جرائم الحرب البشعة التى يرتكبها الاحتلال فى مخيمى جنين وطولكرم، خاصة نسف عشرات المنازل فى جنين. واعتبرت المبادرة، فى بيان، أن مشهد نسف المنازل يُعيد تكرار جرائم التدمير والإبادة الجماعية التى ارتُكبت فى قطاع غزة، وقالت إن تفاخر ضباط الاحتلال واحتفاؤهم بتدمير ونسف منازل المدنيين الفلسطينيين فى مخيم جنين يُعد مؤشرًا خطيرًا على مستوى الفاشية التى انحدرت إليها المنظومة الإسرائيلية، بما فى ذلك ممارسات التطهير العرقى والتهجير القسرى لغالبية سكان المخيم، مؤكدة أن المؤامرات والجرائم الإسرائيلية لن تكسر إرادة الشعب الفلسطينى ولا تصميمه على البقاء فى وطنه. وأدان الناطق الرسمى باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبوردينة، قيام سلطات الاحتلال بتوسيع حربها الشاملة على الشعب الفلسطينى فى الضفة الغربية لتنفيذ مخططاتها الرامية لتهجير المواطنين والتطهير العرقى، محذرًا من خطورة هذه المخططات على مستقبل المنطقة برمتها. وأضاف «أبوردينة» أن هذه السياسات العدوانية التى تنفذها قوات الاحتلال فى الضفة الغربية، أدت إلى استشهاد 29 مواطنًا، ومئات الجرحى والمعتقلين، إضافة إلى نسف مربعات سكنية كاملة فى مخيمى جنين وطولكرم، ونزوح آلاف المواطنين، وتدمير هائل للبنية التحتية.