في عودة تاريخية لأكبر حيوان بري في أمريكا الجنوبية، بعد مرور أكثر من قرن على اختفائه، إذ عثر سكان منطقة كوستا فيردي في البرازيل على حيوان التابير وسط سعادة علماء الطبيعة الساعين إلى الحفاظ على التوازن البيئي. الإفلات من الانقراض في عام 1914، شوهدت تلك الحيوانات العملاقة اللطيفة لآخر مرة في متنزه «سيرا دوس أورجاوس»، قبل تعرض حياتهم للتهديد من التوسع الحضري السريع والصيد الجائر وإزالة الغابات، وبالتالي اختفت سلالة التابير، أو هكذا ظن السكان والعلماء قبل الاكتشاف الأخير الذي رصدته بعض الكاميرات الموضوعة بشكل استراتيجي بواسطة معهد ولاية ريو دي جانيرو للبيئة «INEA»، ما أثبت عودتهم إلى الحياة البرية في مجموعة من 108 صورة وفيديو تم التقاطهم لثلاثة حيوانات تابير، (أم رفقة صغيريها) يتجولون بحالة جيدة في الغابات المشرفة على المحيط الأطلسي بالبرازيل. بستاني الغابة ودوره في حماية الطبيعة يبدو حيوان التابير في شكله كوحيد قرن مزود بزلومة فيل قصيرة وآذان فأر، يتغذى على النباتات ولديه قدرة على السباحة على الرغم من وزنه الضخم (حوالي 320 كيلو جرام)، كما يُعرف باسم «بستاني الغابة» بسبب ميله إلى إزالة الحشائش بجذوعها القابلة للإمساك ومن ثم نشر البذور عبر فضلاته، وفقاً لصحيفة «نيويورك بوست». وتعد حيوانات التابير في أمريكا الجنوبية واحدة من 4 أنواع مهددة بالانقراض، فيما يمنح ظهورها أملاً في مساعدة نباتات جديدة على النمو داخل الغابات المتوجدة بها، حيث يعملون على إيجاد مسارات طبيعية عبر الشجيرات تسمح لأشعة الشمس بالوصول إلى أرض الغابة والمساهمة في ازدهارها. أخطار تواجه حيوان التابير؟ يشير وجود حيوان التابير إلى أن المناطق المحمية، مثل منتزه «كونهامبيبي» الحكومي، توفر موارد كافية وأمانًا للحياة البرية لإعادة تكاثرها، فعلى مدى العقود الماضية، ركزت برامج حماية البيئة في البرازيل على تدابير مكافحة الصيد الجائر، واستعادة التوازن البيئي. ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن عدد قليل من المشاهدات لا يضمن التعافي البيئي بشكل كامل، إذ لا يزال عدد حيوانات التابير بأمريكا الجنوبية في انحدار، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية. وتواجه تلك الحيوانات الأليفة عددًا من التهديدات، أبرزها الخطر الذي تشكله حيوانات الجاكوار والفهود المفترسة، إلى جانب التهديد الذي يأتي من البشر عن طريق إزالة الغابات والصيد الجائر وتوسيع الطرق في موطنه الأصلي داخل البرازيل والأرجنتين وباراجواي وفنزويلا.