خطر «يعادل قنبلة هيروشيما النووية 100 مرة» يهدد كوكب الأرض.. ما القصة؟

اتخذت وكالات الفضاء العالمية قرارًا طارئًا مع ارتفاع احتمالات اصطدام الأرض بكويكب مدمر.
ويتوقع علماء الفلك أن الكويكب 2024 YR4 لديه حاليًا فرصة واحدة من أصل 43 أي 2.3 في المائة للاصطدام بالأرض في عام 2032. مع تزايد المخاطر، تم منح فريق دولي من علماء الفلك استخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) لتحديد مقدار الضرر الذي قد يسببه الصخرة الفضائية.
وسيستخدم علماء الفلك تلسكوب جيمس ويب الفضائي لقياس الحجم الدقيق ل 2024 YR4 وإجراء الحسابات النهائية حول مداره. تشير أفضل التقديرات حاليًا إلى أن الكويكب يصل عرضه إلى 90 مترًا. وهذا من شأنه أن يجعله بنفس حجم تمثال الحرية في نيويورك، أو ساعة بيج بن في لندن.
تأثير مقارب ل كويكب تونغوسكا
ومن المثير للقلق أن هذا من شأنه أن يجعل تأثيره معادلًا لكويكب تونجوسكا، الذي دمر 2150 كيلومترًا مربعًا من غابات سيبيريا في عام 1908.
تم رصد الكويكب 2024 YR4 لأول مرة في أواخر ديسمبر من العام الماضي بواسطة محطة نظام الإنذار الأخير لتأثير الكويكبات على الأرض الممولة من وكالة ناسا في تشيلي.
حتى مع احتمالية تأثير تقدر بنحو 1.3 في المائة فقط في ذلك الوقت، كان لا يزال يشكل أكبر تهديد للأرض ويتصدر قائمة المخاطر لدى وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية.
بقطر يقدر بنحو 90 مترًا (300 قدم)، يمكن أن يتسبب الكويكب في بعض الأضرار الجسيمة إذا ضرب الأرض. ومع ذلك، فإن التقديرات الأولية لحجم الكويكب قد تكون غير صحيحة.
عندما يريد العلماء معرفة حجم الكويكب، فإنهم يستخدمون تلسكوبًا قويًا للغاية لقياس الضوء المنعكس من سطحه. بشكل عام، كلما كان الكويكب أكبر، كلما ظهر أكثر سطوعًا، ولكن هذا ليس هو الحال دائمًا.
يقول متحدث باسم وكالة الفضاء الأوروبية: «قد يبلغ عرض 2024 YR4 حوالي 40 مترًا وعاكسًا جدًا، أو 90 مترًا وعاكسًا بشكل غير كبير».
بالإضافة إلى ذلك، لا يزال يتعين على أفضل التلسكوبات على الأرض النظر عبر الغلاف الجوي للأرض للنظر إلى الأجسام في الفضاء. يعد الهواء فوق عدسة التلسكوب ينحني ويشوه أشعة الضوء، تماما مثل النظر إلى شيء في قاع حمام السباحة، مما يجعل من الصعب الحصول على صورة دقيقة.
قدرات جيمس ويب
وسيتغلب تلسكوب جيمس ويب على هاتين المشكلتين من خلال التقاط صور ل 2024 YR4 من موقعه على بعد مليون ميل (1.5 مليون كيلومتر) من الأرض.
وهذا يسمح للتلسكوب الفضائي بتجنب أي تدخل من الغلاف الجوي المشوه للأرض والتقاط معلومات أكثر من الضوء المنعكس. وباستخدام مجموعة أجهزة الاستشعار بالأشعة تحت الحمراء، سينظر تلسكوب جيمس ويب أيضا إلى الحرارة المنبعثة من الكويكب، مما يعطي تقديرا أكثر دقة لحجم الكويكب.
ستساعد هذه المعلومات منظمات الدفاع الكوكبي على الأرض في التخطيط وفقا لذلك وتحديد ما إذا كان هناك حاجة إلى اتخاذ إجراء لصرف الكويكب.
قال المتحدث باسم وكالة الفضاء الأوروبية: «يستخدم علماء الفلك في جميع أنحاء العالم تلسكوبات قوية لقياس مدار الكويكب بأكبر قدر ممكن من الدقة. لكن معرفة مداره لن تخبرنا إلا بقدرة الكويكب على التأثير على الأرض، وليس مدى تأثيره الكبير.
وأضافت وكالة الفضاء الأوروبية: «من المهم جدًا أن نحسن تقديرنا لحجم 2024 YR4 فالخطر الذي يمثله كويكب يبلغ قطره 40 مترًا يختلف كثيرًا عن خطر كويكب يبلغ قطره 90 مترًا».
حتى بحجمه المقدر الحالي، يتوقع الخبراء أن ينفجر 2024 YR4 بطاقة 15 ميجا طن إذا ضرب الأرض.
ماذا نعرف عن 2024 YR4؟
- تم اكتشافه لأول مرة: 27 ديسمبر 2024.
- الحجم المقدر: 40-90 مترًا (130-300 قدم).
- السرعة بالنسبة للأرض: 29000 ميل في الساعة (46800 كيلومتر في الساعة).
- تاريخ أقرب مرور: 2 ديسمبر 2032.
- احتمال الاصطدام: 2.3 في المائة (واحد من 43).
قوة الاصطدام بكوكب الأرض
قوة الاصطدام تعادل 15 إلى 30 ميجا طن من مادة تي إن تي الكيمائية المتفجرة، وهذا يعادل 100 مرة قوة القنبلة النووية التي ألقيت على هيروشيما في نهاية الحرب العالمية الثانية، والتي قتلت ما بين 100 ألف و180 ألف شخص.
وبناءً على هذه الأرقام، تشير التقديرات إلى أن الاصطدام من شأنه أن يسوي المباني السكنية بالأرض ويسبب وفيات على مسافة تصل إلى 2 ميل (18.9 كيلومتر) في أي اتجاه من مركز الزلزال.
ومع ذلك، فإن هذه التأثيرات ستظل «محلية» على نطاق اصطدامات الكويكبات ولن تتسبب في أي حدث كارثي أو انقراض.
وبالمقارنة، فإن الاصطدام بالكويكب الذي يبلغ عرضه 500 متر من شأنه أن يطلق ما يكفي من الغبار في الغلاف الجوي لإحداث الاصطدام الذي من شأنه أن يخفض درجات الحرارة العالمية بمقدار 4 درجات مئوية (7.2 درجة فهرنهايت).
وسيقوم تلسكوب جيمس ويب بإجراء ملاحظتين للكويكب أثناء مروره ضمن النطاق البصري للأرض. ستتم الملاحظة الأولى في مارس عندما يصل الكويكب إلى ذروة سطوعه. كما سيعمل العلماء على إجراء ملاحظة أخرى في مايو أثناء سفر الكويكب إلى الفضاء، وهي الفرصة الأخيرة لرؤيته قبل عودته في عام 2028.
من خلال إجراء ملاحظتين منفصلتين، سيتمكن العلماء من رؤية كيف تغيرت درجة حرارة الكويكب بسبب وقته بالقرب من الشمس وتحسين توقعاتهم لمداره بشكل أكبر. يتوقع العلماء حاليًا أن احتمالية اصطدام 2024 YR4 بالأرض يجب أن تنهار نحو الصفر مع جمع المزيد من البيانات.
بشكل عام، لن يستخدم فريق العلماء التابع لوكالة الفضاء الأوروبية أكثر من أربع ساعات من جدول JWST الخاضع لرقابة مشددة. وأضافت وكالة الفضاء الأوروبية أن أي بيانات يتم جمعها حول 2024 YR4 ستكون متاحة للجمهور.