«تعرف تتكلم بلدي.. وتشم الورد البلدي» هذه الكلمات الذهبية للأغنية الأيقونية التي تعبر عن طبيعة وشخصية «المصري» المبدع الذي يميل إلى الفن والابتكار دفعت وفاء بنت «مدينة سيدي سالم بكفر الشيخ» للانتقال بعشقها للورد البلدي من مجرد هواية إلى عمل إبداعى بعد تحويل سطح منزلها إلى حديقة نباتات طبية ورقعة خضراء تفوح منها رائحة نقاء الطبيعة، لتضرب مثلًا يؤكد على مفهوم حب المصريين للجمال وأن طينة وسيكولوجية هذا الشعب قادرة على تحويل «الفسيخ إلى شربات». في مدينة سيدى سالم اشتهرت وفاء عبدالحميد باقتناء الورود وتحضير سطح منزلها بالنباتات التي تُستخدم في أغراض طبية حتى أصبح منزلها واجهة الجمال في المدينة ومقصد لكل محبى الزهور، غير أن فكرتها شجعت العديد من سكان مدينتها لتبنى نفس النهج وتطبيق فكرة استثمار أسطح المنازل في زراعة النباتات المنزلية. قسمت وفاء سطح منزلها إلى جوانب وكل جانب يحتوى على مجموعة نباتية لها رونقها الخاص ،حيث يتواجد مساحة خاصة للنباتات العطرية مثل «النعناع والريحان ومسك الليل» ومنطقة للمزروعات الطبية مثل «الياسمين الأحمر والزعتر وأكليل الجبل»، بالأضافة إلى نباتات الزينة مثل «الورد البلدى واللافندر والعنكبوت». رقعة وفاء الخضراء تمثل مصدر دخل شهرى ومحل متكامل لبيع الزهور بعد أن كان الأمر مجرد شغف وحب اقتناء للنباتات وباتت صاحبة الحديقة النباتية نموذج لجميع أهالى مدينتها ونقطة انطلاق لانتشار الفكرة بشكل أكبر على أسطح المنازل وهو ما سيعود على المدينة بمنافع كبيرة، بخلاف أن هذه الفكرة تتماشى مع مبادئ التنمية المستدامة. وقالت وفاء في تصريح ل «المصري اليوم» الفكرة بدأت بمجموعة نباتات محدودة ثم تطور الأمر إلى مجموعة كبيرة من المزروعات حتى وصلت إلى تخضير مساحة السطح كاملة. وأضافت: «في البداية كنت متخوفة لأن النباتات تحتاج إلى رعاية كبيرة ولكن بعد نجاح الفكرة «حسيت أن الموضوع يستاهل أتعب عشانه» وبدأت في اقتناء أنواع نادرة وزاد شغفى أكتر لدرجة أن النباتات اعتبرتها جزء من حياتى». وتابعت: «أنا بعتبر النباتات زرق ولادى ومصدر دخل مهم، وبعد يوم طويل من التعب والإرهاق في رعاية النباتات بشكرها ومش بكون زعلانة لأن بعد اهتمامى بيها هي كمان بتكافئنى سواء كمصدر دخل مادى أو معنوى من خلال نظرة التقدير في عيون الناس». وفاء في خطوة شجاعة «خرجت بيها عن المألوف» استطاعت أن تنشر النقاء وصفاء الطبيعة واستحضرت مفاهيم الجمال في كل ورقة من أوراق رقعتها الخضراء لترفع راية السعى والاجتهاد والمحبة فوق سطح منزلها المتواضع«.