تعد معارض الزهور من أكثر الفعاليات التي تحظى بإقبال جماهيري واسع، حيث يلتقى عشاق الطبيعة والجمال لاستكشاف تشكيلة متنوعة من الأزهار والنباتات وسط أجواء مليئة بالإبداع والحيوية.. وقد كان هذا الشغف الكبير بالزهور سبباً رئيسياً لابتكار فعاليات موسمية جديدة، منها «معرض زهور الخريف»، المقام حاليا في حديقة الحرية بالقاهرة ويستمر لمدة شهر حيث ينتهى في 10 نوفمبر المقبل. وقد أُقيم المعرض استجابةً لحب الناس المتزايد للزهور على مدار العام وليس فقط خلال موسم الربيع. تجولت عدسة «آخرساعة» بين مشاتل المعرض لرصد كل ما هو جديد ومميز فى عالم الزهور، ولتسليط الضوء على الأهمية الكبرى التى يحملها المعرض للمجتمع، سواء من الناحية البيئية أو الاقتصادية. ◄ فرص عمل وإنعاش للاقتصاد نباتات الزينة من القطاعات الاقتصادية الحيوية التى تسهم بشكل كبير فى تعزيز النمو الاقتصادي، حيث توفر فرص عمل متنوعة فى مجالات الإنتاج والتسويق والديكور. كما تلعب دوراً مهماً فى دعم الصناعات المحلية، بدءاً من المشاتل الزراعية وحتى المتاجر المتخصصة فى بيع النباتات. ■ المهندس محمد رأفت يوضح المهندس محمد رأفت، القائم بالدور التنسيقى لمعرض الخريف، أن المعرض يضم مجموعة متنوعة من الزهور ونباتات الزينة ومستلزماتها، إلى جانب توفير المشورة والتوجيه لمحبى اقتناء الزهور من قبل المختصين، ويشير إلى أن فكرة المعرض تعود إلى سنوات طويلة مع بداية إقامة معرض زهور الربيع سنويًا، ومن هنا نشأت فكرة إقامة نسخة خريفية مشابهة تهدف إلى تعزيز التعاون الدولى فى المستقبل، فمن خلال هذا المعرض، سيتم جمع دول متخصصة فى مجال الزراعة بهدف تبادل الثقافات الزراعية وفتح مجالات التصدير وتبادل الأنواع النباتية النادرة. ويضيف أن المعرض بدأ فى محافظة القاهرة، فى خطوة تهدف إلى تحويلها إلى محافظة خضراء رغم الازدحام الذى تعانى منه، كما يسعى المعرض لنشر ثقافة الزراعة بين المواطنين من خلال التوعية بزراعة الأسطح والشرفات، وسيتم لاحقًا تطبيق هذه الفكرة فى جميع المحافظات. ويتابع: المعرض يساهم بشكل مباشر فى دعم الاقتصاد المصرى، حيث إن المناخ المصرى يعد بيئة مثالية لنجاح زراعة مختلف النباتات والزهور، وتتميز مصر بتنوع فريد من الزهور مقارنة بالعالم، مما يتيح إمكانية استيراد أنواع جديدة من الخارج لتتأقلم مع المناخ المحلى، وتتكاثر، من ثم تصديرها إلى دول أخرى بأسعار تنافسية. هذا يساهم فى توفير فرص عمل جديدة وتقليل نسبة البطالة، إلى جانب تعزيز فرص الاستثمار. فيما يوضح المهندس محمد رأفت، أن زهور الخريف تتميز بتنوعها وجمال ألوانها، حيث تزهر فى هذا الموسم العديد من الأنواع الرائعة التى تضفى على الحدائق لمسة مميزة، ومن أبرزها الأقحوان الذى يأتى بألوان متعددة كالأصفر والبرتقالي والأحمر والبنفسجي، و«الأستر» التى تزهر بألوان جميلة كالبنفسجى والوردى والأزرق. وهناك أيضًا زهرة الكاميليا التى تبدأ فى التفتح مع أواخر الخريف، بالإضافة ل«الهيلينيوم» التى تزهر بألوان دافئة كالأصفر والبرتقالى والبني، بينما تُضفى «الزينية» بألوانها الزاهية كالأحمر والأصفر والوردى رونقًا خاصًا على الحدائق فى هذا الوقت من العام. ◄ اقرأ أيضًا | افتتاح معرض زهور الخريف في نسخته الثانية بجامعة المنيا ◄ «الفواكه الاستوائية» تفتح أسواقا داخلية جديدة تفتح الفواكه الاستوائية آفاقًا جديدة للأسواق الداخلية، حيث أصبحت تلك الفواكه الغنية بالنكهات والفوائد الصحية محط أنظار الكثيرين من المستهلكين المحليين، وتسهم هذه الفواكه فى تعزيز التنوع الغذائى وخلق فرص استثمارية جديدة للمزارعين والتجار على حد سواء، ما يؤدى إلى دفع عجلة الاقتصاد المحلى وفتح أبواب جديدة للنمو والاستدامة الزراعية. يقول على فتحى، خبير فى أشجار الفاكهة، إن طقس الخريف يعد مثاليًا لزراعة أنواع جديدة من الفواكه التى تعتبر حديثة على السوق المصرى، فرغم زراعتها منذ عدة سنوات، إلا أنها لا تزال غير مألوفة لدى المستهلك المصرى، مما يدفعنا للترويج لها وانتشارها فى السوق المحلى. ■ علي فتحي والليمون المسكر من بين هذه الأنواع «الليمون الحلو»، وهو فاكهة حامضية تشبه الليمون فى الشكل والنكهة، إلا أن مذاقها حلو وتكون بحجم البرتقال، ويمكن تناولها كفاكهة أو عصير. كذلك، توجد «الباستا فلورا» أو «أم الفواكه»، التى تجمع بين عدة نكهات فى ثمرة واحدة، وهى من النباتات المتسلقة مثل العنب ويمكن زراعتها بسهولة على الأسطح. وأيضًا، يمكن حاليا زراعة «الكرز البرازيلي» الذى يشبه «الكريز الأوروبى»، و«اللونجا» أو ما يُعرف ب«عين الخروف» التى تشبه الفراولة ولها مذاق جيلاتينى حلو، كذلك هناك «الجوافة الفرنسية» التى تشبه الجوافة البلدى ولكن بلون أحمر داخلى وخارجى، و«الجوافة السوداء»، وأخيرًا «تفاح الورد» الذى يجمع فى طعمه بين الكمثرى والتفاح. ◄ «نباتات الزينة» مشروع مربح ل«ربات البيوت» تعتبر نباتات الزينة والأشغال اليدوية المرتبطة بها من المشروعات المربحة والواعدة بالنسبة إلى الكثير من ربات البيوت، حيث يمكن تحويل الشغف بالزراعة والإبداع إلى مصدر دخل مستمر. استطاعت نانسى عبد الحميد، مصممة الهاند ميد وخبيرة فى نباتات الصبار، أن تبدأ مشروعها الصغير بمبلغ «1000 جنيه»، حين قامت بشراء مجموعة متنوعة من نباتات الصبار بأشكال وألوان مختلفة، وقامت بزراعتها على سطح منزلها، موضحة أنها اختارت الصبار لسهولة العناية به وسرعة تكاثره. ■ نانسي عبد الحميد ولاحقًا، أضافت لمساتها الإبداعية بتصميم أدوات هاند ميد مستوحاة من التراث النوبي، مثل أعمال الخوص والرسم على الأوانى بتصاميم شخصيات مصرية وألعاب للأطفال، كما قامت بصنع معلقات من المكرمية مزينة بالصبار لتضفى لمسة ديكورية طبيعية على المنازل والأماكن المختلفة. وحرصت أيضًا على أن يكون صبار الألوفيرا جزءًا أساسيًا من مشروعها، نظرًا لأهميته فى المجالات الطبية والتجميلية، كما تعلمت كيفية استخراج الزيت والجيل الطبيعى منه لاستخدامه فى العناية بالبشرة والشعر، ومع مرور الوقت، تمكنت نانسي من توسيع مشروعها، وأصبح لها اسم مميز في عالم نباتات الزينة والهاند ميد. ◄ «الصبار» بديل للنجيلة وعلف للمواشي يعد الصبار من أكثر النباتات شيوعًا فى عالم الزينة، فهو يجمع بين الجمال الطبيعى والقدرة على التحمل فى مختلف الظروف البيئية، ويفضل الكثيرون استخدام الصبار كبديل مثالى لنباتات الزينة التقليدية بفضل سهولة العناية به وعدم حاجته إلى رى مستمر أو ظروف خاصة للنمو، مما يجعله الخيار الأمثل للأشخاص الذين يرغبون فى إضافة لمسة خضراء إلى منازلهم أو مكاتبهم دون الحاجة للكثير من الجهد. ■ مدحت الضلع يتحدث مدحت الضلع، خبير فى مجال نباتات الصبار، عن أنه بدأ رحلته فى هذا المجال كهواية، ولكن مع مرور الوقت تحولت هذه الهواية إلى تجارة مربحة، ويوضح أن الطبيعة الجافة لمناخ مصر تعتبر مثالية لنمو الصباريات والعصاريات، والتى تنمو بوفرة فى البلاد بعد استيرادها من الخارج. هذه النباتات تتنوع فى أشكالها وألوانها الزاهية، كما أنها تستهلك كميات قليلة من المياه، ما جعلها بديلاً ممتازًا لزراعات النجيل لتوفير المياه، خاصة أن بعض أنواعها تزهر فى فصل الشتاء، وتتكاثر بالعُقل الطرفية أو البذور. ويشير الضلع إلى أن الاهتمام بالصباريات قد ازداد مؤخرًا بفضل قدرتها على تحمل الظروف البيئية القاسية والجفاف، فضلاً عن سهولة تكاثرها، ومن الناحية الاقتصادية، تُعد هذه النباتات مثالية كمغطيات للتربة، حيث توفر آلاف الجنيهات عبر تقليل استهلاك المياه فى الرى. كما تحدث عن بعض الأنواع الصالحة للأكل، مثل التين الشوكى الذى أثبت أنه استثمار مربح للغاية، بالإضافة إلى أنواع أخرى مثل الدراجون فروت وتفاح بيرو، اللذين أصبحا ينتجان بكميات وفيرة فى مصر بعد أن كانا يستخدمان كنباتات زينة فقط. وأيضًا، هناك نوع من الصبار يعرف ب«الأوبونتيا»، الذى يدخل فى صناعة الأعلاف، فهو نوع من فصائل التين الشوكى ولكن دون أشواك، ويُستخدم فى تغذية الماشية لزيادة القيمة الغذائية للأعلاف مع توفير التكاليف. كما يوجد نوع من الصباريات يُعرف ب«الزاحف أو قطر الندى»، ويتميز بقدرته على النمو اعتمادًا على الندى فقط دون حاجة لأى رى، وهو مثالى لتخضير المناطق الصحراوية والمساحات المفتوحة بجهد بسيط وبدون استهلاك المياه، ما يجعله خيارًا اقتصاديًا وبيئيًا موفرًا للغاية.