من المقرر أن ينشئ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، مجلسا وطنيا للطاقة يقول إنه سيؤسس «هيمنة الطاقة» الأمريكية في جميع أنحاء العالم، بينما يسعى إلى تعزيز حفر النفط والغاز في الولاياتالمتحدة والابتعاد عن تركيز الرئيس جو بايدن على تغير المناخ. وسيكون مجلس الطاقة، الذي سيقوده حاكم ولاية داكوتا الشمالية دوج بورجوم، الذي اختاره ترامب لرئاسة وزارة الداخلية، عنصرا أساسيا في تعهد ترامب «بالحفر والحفر والحفر» وبيع المزيد من النفط وغيره من مصادر الطاقة للحلفاء في أوروبا وحول العالم. وقال ترامب، إن المجلس الجديد سيُمنح سلطة واسعة النطاق على الوكالات الفيدرالية المعنية بتراخيص الطاقة والإنتاج والتوليد والتوزيع والتنظيم والنقل، مع تفويض لخفض البيروقراطية وتعزيز الاستثمارات في القطاع الخاص والتركيز على الابتكار بدلًا من «التنظيم غير الضروري تمامًا». صدمة في انتظار ترامب لكن من المرجح أن تصطدم رغبات ترامب في مجال الطاقة بحدود واقعية، أولًا، وصل إنتاج النفط في الولاياتالمتحدة تحت حكم بايدن بالفعل إلى مستويات قياسية، ولا تستطيع الحكومة الفيدرالية إجبار الشركات على حفر المزيد من النفط، وقد تؤدي زيادات الإنتاج إلى خفض الأسعار وتقليل الأرباح. وقال محلل الطاقة كيفن بوك، إن الدعوة إلى الهيمنة على الطاقة- وهو مصطلح استخدمه ترامب أيضًا في ولايته الأولى كرئيس- «هي فرصة وليست شرطًا» لصناعة النفط للمضي قدمًا في مشاريع الحفر بموجب شروط من المرجح أن تكون أكثر ملاءمة للصناعة من تلك التي قدمها بايدن، بحسب ما ذكرته صحيفة «أسوشيتد برس» الأمريكية. وأشار «بوك»، إلى إن تحقيق ترامب للهيمنة على قطاع الطاقة أيًا كان تعريفه لها يعتمد على القرارات التي تتخذها الشركات الخاصة، استناداً إلى نظرتها إلى توازنات العرض والطلب في السوق العالمية. وأضاف: «لا تتوقعوا تدفقا فوريا لمنصات النفط الجديدة التي تنتشر في مختلف أنحاء البلاد». إن مساعي ترامب لتعزيز إمدادات النفط، وخفض الأسعار في الولاياتالمتحدة، معقدة بسبب تهديده هذا الأسبوع بفرض رسوم جمركية بنسبة 25٪ على الواردات من كندا والمكسيك، وهما من أكبر مصادر واردات النفط الأمريكية. حذرت صناعة النفط الأمريكية من أن الرسوم الجمركية قد ترفع الأسعار وحتى تضر بالأمن القومي. وقال سكوت لاورمان، المتحدث باسم معهد البترول الأمريكي، أكبر مجموعة ضغط في صناعة النفط، إن «كندا والمكسيك هما أكبر شركائنا التجاريين في مجال الطاقة، والحفاظ على التدفق الحر لمنتجات الطاقة عبر حدودنا أمر بالغ الأهمية لأمن الطاقة في أمريكا الشمالية والمستهلكين الأمريكيين». كما تعارض جمعية مصنعي الوقود والبتروكيماويات الأمريكية، التي تمثل مصافي التكرير الأمريكية، الرسوم الجمركية المحتملة، قائلة في بيان إن «المصافي الأمريكية تعتمد على النفط الخام من كندا والمكسيك لإنتاج الوقود الموثوق به وبأسعار معقولة والذي يعتمد عليه المستهلكون كل يوم». أسعار البنزين في أمريكا وعد ترامب بخفض أسعار البنزين إلى أقل من دولارين للغالون، لكن الخبراء يعتبرون ذلك أمرا غير محتمل إلى حد كبير، حيث يتعين على أسعار النفط الخام أن تنخفض بشكل كبير لتحقيق هذا الهدف. بلغ متوسط أسعار البنزين 3.06 دولار على الصعيد الوطني اعتبارا من يوم الجمعة، انخفاضا من 3.25 دولار قبل عام، وفقا ل«AAA». وقال جوناثان إلكيند، مساعد وزير الطاقة السابق في إدارة أوباما، وخبراء آخرون، إنهم يأملون أن يتجاوز مجلس الطاقة الجديد النفط ليركز على الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الحرارية الأرضية، فضلاً عن الطاقة النووية. ولا ينتج أي من هذه الموارد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تساهم في تغير المناخ. فشل وخسائر وتابع «إلكيند»: «الفشل في التركيز على تغير المناخ باعتباره تهديدًا وجوديًا لكوكبنا يشكل مصدر قلق كبير ويؤدي إلى خسارة كبيرة في الممتلكات والأرواح الأمريكية». واستشهد بإحصائيات فيدرالية تظهر وقوع عشرين كارثة مناخية هذا العام تسببت في أضرار تجاوزت مليار دولار لكل منها، وبلغ إجمالي عدد الضحايا 418 شخصًا. قلل ترامب من أهمية المخاطر الناجمة عن تغير المناخ وتعهد بإلغاء الأموال غير المنفقة في قانون خفض التضخم، وهو مشروع قانون المناخ والرعاية الصحية التاريخي الذي اقترحه بايدن. وقال أيضًا إنه سيوقف تطوير طاقة الرياح البحرية عندما يعود إلى البيت الأبيض في يناير. وقال في بيان، إنه يريد زيادة الطاقة الأساسية بشكل كبير لخفض تكاليف الكهرباء وتجنب انقطاع التيار الكهربائي و«الفوز بمعركة التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي». ترامب يسخر من «الخدعة الخضراء» في حين يسخر ترامب من قانون المناخ باعتباره «خدعة خضراء جديدة»، فمن غير المرجح أن يلغيه، كما يقول الخبراء.